ضوء القمر
08-20-2019, 02:41 AM
قوله تعالى (وَإِذا جاءَكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِآَياتِنا فَقُل سَلامٌ عَلَيكُم) الآية.
قال عكرمة نزلت في الذين نهى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن طردهم
فكان إذا رآهم النبي صلى الله عليه وسلم بدأهم بالسلام وقال: الحمد لله الذي
جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام.
وقال ماهان الحنفي: أتى قوم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا أصبنا ذنوباً
عظاماً فما إخاله رد عليهم بشيء فلما ذهبوا وتولوا نزلت هذه الآية
(وَإِذا جاءَكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِآَياتِنا).
قوله تعالى (قُل إِنيّ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَّبّي) الآية. قال ال***ي: نزلت في النضر بن الحرث
ورؤساء قريش كانوا يقولون: يا محمد ائتنا بالعذاب الذي تعدنا به استهزاء
منهم فنزلت هذه الآية.
قوله تعالى (وَما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدرِهِ إِذ قالُوا ما أَنزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِّن شَيءٍ)
قال ابن عباس في رواية الوالبي: قالت اليهود: يا محمد أنزل الله عليك كتاباً قال:
نعم قالوا: والله ما أنزل الله من السماء كتاباً فأنزل الله تعالى
(قُل مَن أَنزَلَ الكِتابَ الَّذي جاءَ بِهِ موسى نُوراً وَهُدىً لِّلناسِ)
وقال محمد بن كعب القرظي: أمر الله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يسأل أهل
الكتاب عن أمره وكيف يجدونه في كتبهم فحملهم حسد محمد أن كفروا بكتاب
الله ورسوله وقالوا: ما أنزل الله على بشر من شيء فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال سعيد بن جبير. جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف فخاصم النبي
صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنشدك بالذي أنزل
التوراة على موسى أما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين وكان حبراً
سميناً فغضب وقال: والله ما أنزل الله على بشر من شيء فقال له أصحابه الذين
معه: ويحك ولا على موسى والله ما أنزل الله على بشر من شيء فأنزل الله
تعالى هذه الآية.
قوله تعالى (وَمَن أَظلَمُ مِّمَّن اِفتَرى عَلى اللهِ كَذِباً أَو قالَ أُوُحِيَ إِليَّ) الآية.
نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي كان يسجع ويتكهن ويدعي النبوة ويزعم
أن الله أوحى إليه.
قوله تعالى (وَمَن قالَ سأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ) نزلت في عبد الله بن سعد بن
أبي سرح كان قد تكلم بالإسلام فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
يوم يكتب له شيئاً فلما نزلت الآية التي في المؤمنين
(وَلَقَد خَلَقنا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ)
أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله (ثُمَّ أَنشأَناهُ خَلقاً آَخَرَ) عجب عبد الله في تفصيل
خلق الإنسان فقال: تبارك الله أحسن الخالقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هكذا أنزلت علي فشك عبد الله حينئذ وقال: لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي
إلي كما أوحي إليه ولئن كان كاذباً لقد قلت كما قال وذلك قوله (وَمَن قالَ سأُنزِلُ
مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ) وارتد عن الإسلام وهذا قول ابن عباس في رواية ال***ي.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثني محمد
بن يعقوب الأموي قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير
عن محمد بن إسحاق قال: حدثني شرحبيل بن سعد قال: نزلت في عبد الله بن
سعد بن سرح قال: سأنزل مثل ما أنزل الله وارتد عن الإسلام فلما دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أتى به عثمان رسول الله عليه الصلاة
والسلام فاستأمن له.
قوله تعالى (وَجَعَلوا للهِ شُرَكاءَ الجِنَّ) قال ال***ي: نزلت هذه الآية في الزنادقة
قالوا: إن الله تعالى وإبليس إخوان والله خالق الناس والدواب وإبليس
خالق الحيات والسباع والعقارب فذلك قوله تعالى (وَجَعَلوا للهِ شُركاءَ الجِنَّ).
قوله تعالى (وَلا تَسُبّوا الَّذينَ يَدعُونَ مِن دونِ اللهِ فَيَسُبّوا اللهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍ)
قال ابن عباس في رواية الوالبي: قالوا: يا محمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو
لنهجون ربك فنهى الله أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عدواً بغير علم.
وقال قتادة: كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون ذلك عليهم فنهاهم
الله تعالى أن يستسبوا لربهم قوماً جهلة لا علم لهم بالله.
وقال السدي: لما حضرت أبا طالب الوفاة قالت قريش: انطلقوا فلندخل على
هذا الرجل فلنأمرنه أن ينهى عنا ابن أخيه فإنا نستحي أن نقتله بعد موته
فتقول العرب: كان يمنعه فلما مات قتلوه فانطلق أبو سفيان وأبو جهل
والنضر بن الحرث وأمية وأبي ابنا خلف وعقبة بن أبي معيط وعمرو بن
العاص والأسود بن البختري إلى أبي طالب فقالوا: أنت كبيرنا وسيدنا وإن
محمداً قد آذانا وآذى آلهتنا فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ولندعه
وإلهه فدعاه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أبو طالب: هؤلاء قومك
وبنو عمك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يريدون فقالوا:
نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك فقال أبو طالب: قد أنصفك قومك فاقبل
منهم فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام. أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم
معطي كلمة إن تكلمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم قال أبو جهل:
نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها فما هي قال: قولوا: لا إله إلا الله فأبوا
واشمأزوا فقال أبو طالب: قل غيرها يا ابن أخي فإن قومك قد فزعوا منها فقال:
يا عم ما أنا بالذي أقول غيرها ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي
ما قلت غيرها فقالوا: لتكفن عن شتمك آلهتنا أو قوله تعالى
(وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَتهُم آَيَةٌ لَّيؤمِنُنَّ بِها) الآيات إلى قوله تعالى
(وَلَكِنَّ أَكثَرُهُم يَجهَلونَ). أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال:
حدثنا محمد بن يعقوب الأموي قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس
بن بكير عن أبي معشر عن محمد بن كعب قال: كلمت رسول الله صلى الله
عليه وسلم قريش فقالوا: يا محمد تخبرنا أن موسى عليه السلام كانت معه عصا
ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً وأن عيسى عليه السلام
كان يحيي الموتى وأن ثمود كانت لهم ناقة فأتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي شيء تحبون أن آتيكم به فقالوا:
تجعل لنا الصفا ذهباً قال: فإن فعلت تصدقوني قالوا: نعم والله لئن فعلت لنتبعنك
أجمعين فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فجاءه جبريل عليه السلام وقال:
إن شئت أصبح الصفا ذهباً ولكني لم أرسل آية فلم يصدق بها إلا أنزلت
العذاب وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: اتركهم حتى يتوب تائبهم فأنزل الله تعالى (وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ
أَيمانِهِم لَئِن جاءَتهُم آَيَةٌ لَّيُؤمِنُنَّ بِها).
إلى قوله (ما كانوا لِيُؤمِنوا إِلّا أَن يَشاءَ اللهُ).
قوله تعالى (وَلا تَأكُلوا مِمّا لَم يُذكَرُ اِسمُ اللهِ عَلَيهِ) الآية. قال المشركون
يا محمد أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها قال:
الله قتلها قالوا: فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال وما وقال عكرمة:
إن المجوس من أهل فارس لما أنزل الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش
وكانوا أولياءهم في الجاهلية وكانت بينهم مكاتبة أن محمداً وأصحابه يزعمون
أنهم يتبعون أمر الله ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حلال وما ذبح الله فهو حرام
فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى (أَوَمَن كانَ مَيِتاً فَأَحيَيناهُ) الآية. قال ابن عباس: يريد حمزة
بن عبد المطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بفرث وحمزة لم يؤمن بعد فأخبر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده
قوس فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول:
يا أبا يعلى أما ترى ما جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف آباءنا قال حمزة:
ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له
وأن محمداً عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال:
أخبرنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب والوليد بن
أبان قالا: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا أبو تقي قال: حدثنا بقية بن الوليد قال:
حدثنا ميسر بن عقيل عن زيد بن أسلم في قوله عز وجل (أَوَمَن كانَ مَيتاً فَأحيَيناهُ
وَجَعَلنا لَهُ نُوراً يَمشي بِهِ في الناسِ) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(كَمَن مَّثَلُهُ في الظُلُماتِ لَيسَ بِخارِجٍ).
انتهى
قال عكرمة نزلت في الذين نهى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن طردهم
فكان إذا رآهم النبي صلى الله عليه وسلم بدأهم بالسلام وقال: الحمد لله الذي
جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام.
وقال ماهان الحنفي: أتى قوم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا أصبنا ذنوباً
عظاماً فما إخاله رد عليهم بشيء فلما ذهبوا وتولوا نزلت هذه الآية
(وَإِذا جاءَكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِآَياتِنا).
قوله تعالى (قُل إِنيّ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَّبّي) الآية. قال ال***ي: نزلت في النضر بن الحرث
ورؤساء قريش كانوا يقولون: يا محمد ائتنا بالعذاب الذي تعدنا به استهزاء
منهم فنزلت هذه الآية.
قوله تعالى (وَما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدرِهِ إِذ قالُوا ما أَنزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِّن شَيءٍ)
قال ابن عباس في رواية الوالبي: قالت اليهود: يا محمد أنزل الله عليك كتاباً قال:
نعم قالوا: والله ما أنزل الله من السماء كتاباً فأنزل الله تعالى
(قُل مَن أَنزَلَ الكِتابَ الَّذي جاءَ بِهِ موسى نُوراً وَهُدىً لِّلناسِ)
وقال محمد بن كعب القرظي: أمر الله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يسأل أهل
الكتاب عن أمره وكيف يجدونه في كتبهم فحملهم حسد محمد أن كفروا بكتاب
الله ورسوله وقالوا: ما أنزل الله على بشر من شيء فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال سعيد بن جبير. جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف فخاصم النبي
صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنشدك بالذي أنزل
التوراة على موسى أما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين وكان حبراً
سميناً فغضب وقال: والله ما أنزل الله على بشر من شيء فقال له أصحابه الذين
معه: ويحك ولا على موسى والله ما أنزل الله على بشر من شيء فأنزل الله
تعالى هذه الآية.
قوله تعالى (وَمَن أَظلَمُ مِّمَّن اِفتَرى عَلى اللهِ كَذِباً أَو قالَ أُوُحِيَ إِليَّ) الآية.
نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي كان يسجع ويتكهن ويدعي النبوة ويزعم
أن الله أوحى إليه.
قوله تعالى (وَمَن قالَ سأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ) نزلت في عبد الله بن سعد بن
أبي سرح كان قد تكلم بالإسلام فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
يوم يكتب له شيئاً فلما نزلت الآية التي في المؤمنين
(وَلَقَد خَلَقنا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ)
أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله (ثُمَّ أَنشأَناهُ خَلقاً آَخَرَ) عجب عبد الله في تفصيل
خلق الإنسان فقال: تبارك الله أحسن الخالقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هكذا أنزلت علي فشك عبد الله حينئذ وقال: لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي
إلي كما أوحي إليه ولئن كان كاذباً لقد قلت كما قال وذلك قوله (وَمَن قالَ سأُنزِلُ
مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ) وارتد عن الإسلام وهذا قول ابن عباس في رواية ال***ي.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثني محمد
بن يعقوب الأموي قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير
عن محمد بن إسحاق قال: حدثني شرحبيل بن سعد قال: نزلت في عبد الله بن
سعد بن سرح قال: سأنزل مثل ما أنزل الله وارتد عن الإسلام فلما دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أتى به عثمان رسول الله عليه الصلاة
والسلام فاستأمن له.
قوله تعالى (وَجَعَلوا للهِ شُرَكاءَ الجِنَّ) قال ال***ي: نزلت هذه الآية في الزنادقة
قالوا: إن الله تعالى وإبليس إخوان والله خالق الناس والدواب وإبليس
خالق الحيات والسباع والعقارب فذلك قوله تعالى (وَجَعَلوا للهِ شُركاءَ الجِنَّ).
قوله تعالى (وَلا تَسُبّوا الَّذينَ يَدعُونَ مِن دونِ اللهِ فَيَسُبّوا اللهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍ)
قال ابن عباس في رواية الوالبي: قالوا: يا محمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو
لنهجون ربك فنهى الله أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عدواً بغير علم.
وقال قتادة: كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون ذلك عليهم فنهاهم
الله تعالى أن يستسبوا لربهم قوماً جهلة لا علم لهم بالله.
وقال السدي: لما حضرت أبا طالب الوفاة قالت قريش: انطلقوا فلندخل على
هذا الرجل فلنأمرنه أن ينهى عنا ابن أخيه فإنا نستحي أن نقتله بعد موته
فتقول العرب: كان يمنعه فلما مات قتلوه فانطلق أبو سفيان وأبو جهل
والنضر بن الحرث وأمية وأبي ابنا خلف وعقبة بن أبي معيط وعمرو بن
العاص والأسود بن البختري إلى أبي طالب فقالوا: أنت كبيرنا وسيدنا وإن
محمداً قد آذانا وآذى آلهتنا فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ولندعه
وإلهه فدعاه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أبو طالب: هؤلاء قومك
وبنو عمك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يريدون فقالوا:
نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك فقال أبو طالب: قد أنصفك قومك فاقبل
منهم فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام. أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم
معطي كلمة إن تكلمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم قال أبو جهل:
نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها فما هي قال: قولوا: لا إله إلا الله فأبوا
واشمأزوا فقال أبو طالب: قل غيرها يا ابن أخي فإن قومك قد فزعوا منها فقال:
يا عم ما أنا بالذي أقول غيرها ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي
ما قلت غيرها فقالوا: لتكفن عن شتمك آلهتنا أو قوله تعالى
(وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَتهُم آَيَةٌ لَّيؤمِنُنَّ بِها) الآيات إلى قوله تعالى
(وَلَكِنَّ أَكثَرُهُم يَجهَلونَ). أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال:
حدثنا محمد بن يعقوب الأموي قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس
بن بكير عن أبي معشر عن محمد بن كعب قال: كلمت رسول الله صلى الله
عليه وسلم قريش فقالوا: يا محمد تخبرنا أن موسى عليه السلام كانت معه عصا
ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً وأن عيسى عليه السلام
كان يحيي الموتى وأن ثمود كانت لهم ناقة فأتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي شيء تحبون أن آتيكم به فقالوا:
تجعل لنا الصفا ذهباً قال: فإن فعلت تصدقوني قالوا: نعم والله لئن فعلت لنتبعنك
أجمعين فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فجاءه جبريل عليه السلام وقال:
إن شئت أصبح الصفا ذهباً ولكني لم أرسل آية فلم يصدق بها إلا أنزلت
العذاب وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: اتركهم حتى يتوب تائبهم فأنزل الله تعالى (وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ
أَيمانِهِم لَئِن جاءَتهُم آَيَةٌ لَّيُؤمِنُنَّ بِها).
إلى قوله (ما كانوا لِيُؤمِنوا إِلّا أَن يَشاءَ اللهُ).
قوله تعالى (وَلا تَأكُلوا مِمّا لَم يُذكَرُ اِسمُ اللهِ عَلَيهِ) الآية. قال المشركون
يا محمد أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها قال:
الله قتلها قالوا: فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال وما وقال عكرمة:
إن المجوس من أهل فارس لما أنزل الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش
وكانوا أولياءهم في الجاهلية وكانت بينهم مكاتبة أن محمداً وأصحابه يزعمون
أنهم يتبعون أمر الله ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حلال وما ذبح الله فهو حرام
فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى (أَوَمَن كانَ مَيِتاً فَأَحيَيناهُ) الآية. قال ابن عباس: يريد حمزة
بن عبد المطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بفرث وحمزة لم يؤمن بعد فأخبر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده
قوس فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول:
يا أبا يعلى أما ترى ما جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف آباءنا قال حمزة:
ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له
وأن محمداً عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال:
أخبرنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب والوليد بن
أبان قالا: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا أبو تقي قال: حدثنا بقية بن الوليد قال:
حدثنا ميسر بن عقيل عن زيد بن أسلم في قوله عز وجل (أَوَمَن كانَ مَيتاً فَأحيَيناهُ
وَجَعَلنا لَهُ نُوراً يَمشي بِهِ في الناسِ) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(كَمَن مَّثَلُهُ في الظُلُماتِ لَيسَ بِخارِجٍ).
انتهى