شموع الحب
07-27-2019, 11:14 AM
,, الناس معــــــــــــــادن
أراد حكيم القصر أن يعطى الأمير الصغير درساً فى الحياه فسأله :
ما هو أكثر معدن يعجبك من المعادن ؟
فأجاب الأمير بثقة : الذهب طبعاً!
فسأله مره أخرى : لِمَ الذهب ؟
فأجاب بثقة أكبر من سابقتها :
لأنه ثمين وغالٍ وهو المعدن الذي يليق بالملوك.
صمت الحكيم للحظات ولم يجب ثم ذهب إلى الخدم وقال لهم :
اصنعو لي تمثالين بنفس الشكل ولكن أحدهما من الذهب الخالص
والآخر من الطين
وبعد أن صنعوا تمثالين متطابقين تماما
طلب منهم أن يقوموا بطلاء التمثال المصنوع من الطين بلون ذهبي
ليبدو كالتمثال الآخر تماما
بعد يومين اتى الحكيم إلى الأمير بالتمثالين وقد غطاهما
فنزع الغطاء فانبهر الأمير لجمال صنعهما واتقانهما
فسأله الحكيم : مارأي الأمير بما يرى ؟
فأجاب الأمير : إنهما تمثالان رائعان من الذهب الخالص
فقال الحكيم : دقق يا مولاي ألا ترى فرقاً ؟
فقال : كلا
فقال الحكيم أمتأكد يا مولاي؟
قال الأمير بغضب قلت لك كلا لا أرى أي فرق
فأشار الحكيم إلى خادم كان يمسك دلو ماء
فرشق الخادم الماء على التمثالين بقوه ،
فصعق الأمير عندما رأى الطين يتلاشى والذهب يزداد لمعاناً
فقال الحكيم : مولاي هكذا الناس عند الشدائد
من كان معدنه من ذهب يزداد لمعانا
ومن كان معدنه من تراب يتلاشى كأنه لا شيء
الدرس الأول :
لا تخدعنّك المظاهر
بعض الناس مثل الروايات الحديثة
غلاف جذّاب ومضمون سيء !
فكما أنه من الحماقة أن تشتري كتاباً لغلافه
فالحماقة الأكبر أن تحكم على انسان من مظهره
الناس في هذا العصر أغلى ما فيهم ثيابهم
وأثمن ما يملكون ساعاتهم ومجموهراتهم
الدرس الثاني :
المواقف تكشف الناس فلا تحكم على إنسان من كلامه
الناس مثاليون حين يتحدثون
من السهل الحديث عن الشجاعة بعيدا عن ميدان المعركة
ومن السهل الحديث عن العفة بعيدا عن ميدان الفتنة
ومن السهل الحديث عن العدل بعيدا عن ميدان السلطة
الدرس الثالث :
الناس أشجار
والمواقف رياح
من الأشجار من تمر به الريح فتعريه
ومن الأشجار من تمر به الريح فتجده دائم الخضرة
فلا تحكم على أحد حتى تجربه في موقف
سأل عمر بن الخطاب عن رجل إن كان يعرفه أحد
فقام رجل وقال : أنا أعرفه يا أمير المؤمنين
فقال عمر : لعلك جاره فالجار أعلم بخفايا جاره
فقال لا
فقال عمر : لعلك تاجرت معه وعاملته بالدرهم والدينار
فالمال يكشف خفايا النفوس
فقال لا
فقال عمر : لعلك صاحبته في سفر فالسفر يكشف معادن الناس
فقال لا
فقال عمر : لعلك رأيته في المسجد يهز رأسه قائما وقاعداً
فقال نعم
فقال عمر : اجلس فإنك لا تعرفه !
.
.
أسعد الله صباحكم بالخير
أدهم شرقاوي
أراد حكيم القصر أن يعطى الأمير الصغير درساً فى الحياه فسأله :
ما هو أكثر معدن يعجبك من المعادن ؟
فأجاب الأمير بثقة : الذهب طبعاً!
فسأله مره أخرى : لِمَ الذهب ؟
فأجاب بثقة أكبر من سابقتها :
لأنه ثمين وغالٍ وهو المعدن الذي يليق بالملوك.
صمت الحكيم للحظات ولم يجب ثم ذهب إلى الخدم وقال لهم :
اصنعو لي تمثالين بنفس الشكل ولكن أحدهما من الذهب الخالص
والآخر من الطين
وبعد أن صنعوا تمثالين متطابقين تماما
طلب منهم أن يقوموا بطلاء التمثال المصنوع من الطين بلون ذهبي
ليبدو كالتمثال الآخر تماما
بعد يومين اتى الحكيم إلى الأمير بالتمثالين وقد غطاهما
فنزع الغطاء فانبهر الأمير لجمال صنعهما واتقانهما
فسأله الحكيم : مارأي الأمير بما يرى ؟
فأجاب الأمير : إنهما تمثالان رائعان من الذهب الخالص
فقال الحكيم : دقق يا مولاي ألا ترى فرقاً ؟
فقال : كلا
فقال الحكيم أمتأكد يا مولاي؟
قال الأمير بغضب قلت لك كلا لا أرى أي فرق
فأشار الحكيم إلى خادم كان يمسك دلو ماء
فرشق الخادم الماء على التمثالين بقوه ،
فصعق الأمير عندما رأى الطين يتلاشى والذهب يزداد لمعاناً
فقال الحكيم : مولاي هكذا الناس عند الشدائد
من كان معدنه من ذهب يزداد لمعانا
ومن كان معدنه من تراب يتلاشى كأنه لا شيء
الدرس الأول :
لا تخدعنّك المظاهر
بعض الناس مثل الروايات الحديثة
غلاف جذّاب ومضمون سيء !
فكما أنه من الحماقة أن تشتري كتاباً لغلافه
فالحماقة الأكبر أن تحكم على انسان من مظهره
الناس في هذا العصر أغلى ما فيهم ثيابهم
وأثمن ما يملكون ساعاتهم ومجموهراتهم
الدرس الثاني :
المواقف تكشف الناس فلا تحكم على إنسان من كلامه
الناس مثاليون حين يتحدثون
من السهل الحديث عن الشجاعة بعيدا عن ميدان المعركة
ومن السهل الحديث عن العفة بعيدا عن ميدان الفتنة
ومن السهل الحديث عن العدل بعيدا عن ميدان السلطة
الدرس الثالث :
الناس أشجار
والمواقف رياح
من الأشجار من تمر به الريح فتعريه
ومن الأشجار من تمر به الريح فتجده دائم الخضرة
فلا تحكم على أحد حتى تجربه في موقف
سأل عمر بن الخطاب عن رجل إن كان يعرفه أحد
فقام رجل وقال : أنا أعرفه يا أمير المؤمنين
فقال عمر : لعلك جاره فالجار أعلم بخفايا جاره
فقال لا
فقال عمر : لعلك تاجرت معه وعاملته بالدرهم والدينار
فالمال يكشف خفايا النفوس
فقال لا
فقال عمر : لعلك صاحبته في سفر فالسفر يكشف معادن الناس
فقال لا
فقال عمر : لعلك رأيته في المسجد يهز رأسه قائما وقاعداً
فقال نعم
فقال عمر : اجلس فإنك لا تعرفه !
.
.
أسعد الله صباحكم بالخير
أدهم شرقاوي