شموع الحب
06-14-2019, 02:19 PM
توجيهات للمعتمرين (2)
أحكام وآداب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، أما بعد:
1- يُشرع لمن عزم على أي أمر مهم - كسفر لعمرة أو حج تطوعٍ، أو أي سفر آخر - أن يُحيي سنة الاستخارة، وهذه - أي الاستخارة في الأمور المهمة - سنة عظيمة؛ فقد ثبتت في صحيح البخاري.
والاستخارة ليست في نفس العمرة أو حج التطوع، أو سفر صلة الرحم، أو غيرها من الأسفار المباحة، وإنما في وقت السفر ووسيلته ورفقته.
2- عليه أن ينوي نيَّة صالحة بسفره؛ أي: الإخلاص لله سبحانه، فلا يُقبل أيُّ عمل بدون الإخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].
3- عليه أن يتعلم أحكام وآداب سفره، خاصة ما يتعلق بكيفية أداء عباداته: (كيفية صلاة المسافر: الجمع والقصر، وكيفية أداء العمرة).
4- ففي رمضان الماضي وجدتُ في الميقات مَن أخَّروا صلاة العصر مع المغرب، وصلاة العشاء والمغرب مع الفجر، وصلاة الفجر أدَّوْها الساعة التاسعة صباحًا، وحُجتهم أنهم مسافرون يجوز لهم ما فعلوه!
5- وكله خطأ بل منكر عظيم، فلا تجمع العصر مع المغرب، ولا العشاء مع الفجر، ولا تؤخر صلاة الصبح إلى بعد طلوع الشمس.
6- التي يجوز جمعُها للمسافر هي صلاة الظهر والعصر في وقت إحداهما، والمغرب والعشاء في وقت إحداهما.
7- الاغتسال بالميقات سنة وليس واجبًا، وهو مسنون حتى للحائض والنُّفساء، وقد لاحظتُ أن كثيرًا من المعتمرين يظن أن الاغتسال بالميقات واجبٌ، فيُتعب نفسه في انتظار طويل جدًّا على دورات المياه ظانًّا وجوبَه عليه.
8- وأحيانًا لا يجد ماءً للاغتسال، فيظن أن عمرته لا تجوز بدونه فيحزَن، وعندما يسمع الجواب بالجواز يفرح جدًّا.
9- ومن عليه حدث أكبر - كالجنابة والحيض والنفاس - يجوز إحرامُه بالعمرة دون اغتسال، والاغتسال لهم أفضل، ولكن لا يُصلون ركعتي الإحرام.
10- ولا يجوز لهم إن كانوا عازمين على أداء العمرة - مجاوزةُ الميقات بدون إحرام، ثم الإحرام من دونه، فإن فعلوا أثموا وعليهم فِدية.
11- وإذا أراد الجُنب الذي لم يغتسل من الميقات، وكذلك الحائض والنفساء بعد طُهرهما - أداء عمرتهم، قاموا برفع الحدثين بالغسل والوضوء؛ لأن الطهارة من الحدثين شرط لصحة الصلاة والطواف، وليسا شرطًا لصحة الإحرام.
12- ليس لإزالة شعر العانة والإبط وتقليم الأظافر - أي علاقة بالإحرام من الميقات، بل هي أمر مشروع في كل حين عند زيادتها، فلو أخذ الزائد منها من بيته لكفى، وقد نص على ذلك ابن تيمية رحمه الله.
13- وكثير من المعتمرين يطيلون البقاء بالحمامات مدة طويلة جدًّا للاغتسال وإزالة الشعر، ولو كان قليلًا جدًّا، فيعطلون رُفقتهم والمعتمرين غيرهم، فيزداد الزحام والعناء مدة ساعات.
14- ومن الطرائف أنه قد سألني عدد منهم عن حكم الدم الذي خرج أثناء إزالتهم الشعر بالموس، فأصاب إحراماتهم! فأخبرتهم بعدم نجاسته، ففرحوا بذلك.
وحتى لا أُطيل عليكم أُنهي هذه الحلقة، وأسأل الله أن يحفظ علينا أَمننا، وأن يُعيذنا من الفتن، وأن يَرُدَّ كيدَ الكائدين في نحورهم، وأن يوفِّق المعتمرين لحُسن أداء العمرة، وصلِّ اللهم على نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله ومن والاه.
أحكام وآداب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، أما بعد:
1- يُشرع لمن عزم على أي أمر مهم - كسفر لعمرة أو حج تطوعٍ، أو أي سفر آخر - أن يُحيي سنة الاستخارة، وهذه - أي الاستخارة في الأمور المهمة - سنة عظيمة؛ فقد ثبتت في صحيح البخاري.
والاستخارة ليست في نفس العمرة أو حج التطوع، أو سفر صلة الرحم، أو غيرها من الأسفار المباحة، وإنما في وقت السفر ووسيلته ورفقته.
2- عليه أن ينوي نيَّة صالحة بسفره؛ أي: الإخلاص لله سبحانه، فلا يُقبل أيُّ عمل بدون الإخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].
3- عليه أن يتعلم أحكام وآداب سفره، خاصة ما يتعلق بكيفية أداء عباداته: (كيفية صلاة المسافر: الجمع والقصر، وكيفية أداء العمرة).
4- ففي رمضان الماضي وجدتُ في الميقات مَن أخَّروا صلاة العصر مع المغرب، وصلاة العشاء والمغرب مع الفجر، وصلاة الفجر أدَّوْها الساعة التاسعة صباحًا، وحُجتهم أنهم مسافرون يجوز لهم ما فعلوه!
5- وكله خطأ بل منكر عظيم، فلا تجمع العصر مع المغرب، ولا العشاء مع الفجر، ولا تؤخر صلاة الصبح إلى بعد طلوع الشمس.
6- التي يجوز جمعُها للمسافر هي صلاة الظهر والعصر في وقت إحداهما، والمغرب والعشاء في وقت إحداهما.
7- الاغتسال بالميقات سنة وليس واجبًا، وهو مسنون حتى للحائض والنُّفساء، وقد لاحظتُ أن كثيرًا من المعتمرين يظن أن الاغتسال بالميقات واجبٌ، فيُتعب نفسه في انتظار طويل جدًّا على دورات المياه ظانًّا وجوبَه عليه.
8- وأحيانًا لا يجد ماءً للاغتسال، فيظن أن عمرته لا تجوز بدونه فيحزَن، وعندما يسمع الجواب بالجواز يفرح جدًّا.
9- ومن عليه حدث أكبر - كالجنابة والحيض والنفاس - يجوز إحرامُه بالعمرة دون اغتسال، والاغتسال لهم أفضل، ولكن لا يُصلون ركعتي الإحرام.
10- ولا يجوز لهم إن كانوا عازمين على أداء العمرة - مجاوزةُ الميقات بدون إحرام، ثم الإحرام من دونه، فإن فعلوا أثموا وعليهم فِدية.
11- وإذا أراد الجُنب الذي لم يغتسل من الميقات، وكذلك الحائض والنفساء بعد طُهرهما - أداء عمرتهم، قاموا برفع الحدثين بالغسل والوضوء؛ لأن الطهارة من الحدثين شرط لصحة الصلاة والطواف، وليسا شرطًا لصحة الإحرام.
12- ليس لإزالة شعر العانة والإبط وتقليم الأظافر - أي علاقة بالإحرام من الميقات، بل هي أمر مشروع في كل حين عند زيادتها، فلو أخذ الزائد منها من بيته لكفى، وقد نص على ذلك ابن تيمية رحمه الله.
13- وكثير من المعتمرين يطيلون البقاء بالحمامات مدة طويلة جدًّا للاغتسال وإزالة الشعر، ولو كان قليلًا جدًّا، فيعطلون رُفقتهم والمعتمرين غيرهم، فيزداد الزحام والعناء مدة ساعات.
14- ومن الطرائف أنه قد سألني عدد منهم عن حكم الدم الذي خرج أثناء إزالتهم الشعر بالموس، فأصاب إحراماتهم! فأخبرتهم بعدم نجاسته، ففرحوا بذلك.
وحتى لا أُطيل عليكم أُنهي هذه الحلقة، وأسأل الله أن يحفظ علينا أَمننا، وأن يُعيذنا من الفتن، وأن يَرُدَّ كيدَ الكائدين في نحورهم، وأن يوفِّق المعتمرين لحُسن أداء العمرة، وصلِّ اللهم على نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله ومن والاه.