المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصـــــــــــــة ســـــــــــوق الأحـــــــــــــد ؟!


طيف الامل
07-09-2014, 03:20 PM
( قصـــــــــــــة ) ســـــــــــوق الأحـــــــــــــد ؟!!


( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ذلك الإنسان إن لم يفترش قلبه مودةً لمن يحتاج فهو يمثل الفقدان والخسران .. والشك قائم أن يتواجد ذلك القلب أساساً في البعض من أبناء آدم .. إنما هي تلك الهياكل الصلفة من الجلمود المتحرك .. كانت بداية ليلة بعدها الغد هو العيد .. حيث تتوق الأنفس لإشراقه شمس ذلك الغد .. وتهيأت نفوس الصغار والكبار للحظات الفرحة الكبرى التي سوف تعم ديار المسلمين .. وفي القصة يلازمنا النهر في المعية .. ذلك القاسم الفاصل .. وهو يمثل النعمة الجارية التي تعني المدد لشرايين القلوب .. ولكنه صاحب أمزجة ومواسم .. فكان غاضباَ تلك الليلة حيث صادفت أحداث القصة لحظة غضب من غضبات النهر .. تلك اللحظات المعهودة بالسخط والغضب في مواسم الفيضان .. والنهر من صفاته أن يمنع عناق الساحلين .. ليخلق واقعاً مفروضاَ هو الفاصل المستحيل الذي يوجد الجانبين .. فهنا ساحل لأهل ديار وأحباب .. فيه القرى وفيه المزارع وفيه المساجد والمدارس وفيه النبع والضرع .. وهناك ساحل بأهل ديار وأهل تجارة .. حيث الأسواق التي تلبي وتفي بالأغراض .. وحيث مقدمات العصر من المعطيات الجديدة .. وكان ذلك الساحل يخصص نهاراً من أيام الأسبوع يسمى ( بسوق الأحد ) .. يجتمع فيه القاصي والداني من القرى والجزر المجاورة لشراء الضروريات والكماليات .. وفي ذلك اليوم رحلت جموع الناس للسوق بتزاحم غير مسبوق .. حيث النوايا الشاملة في اقتناء ضروريات العيد السعيد .. من الأطايب والملابس الجديدة .. وأنواع العطور والحلوى والعصائر وغيرها .. وجرت مجريات السوق بسمة غير معهودة .. والعلة كانت في الزحمة الشديدة في يوم يسبق العيد .. ثم رويداً رويدا بدأت مساحة ذلك اليوم تفقد أجزاءها بعد نشاط مكثف من الحركة والتجارة .. ومالت الشمس نحو المغارب .. معلنة نهاية مشوار ذلك اليوم الذي تعب كثيراً من سيرة الأخذ والعطاء ومن مساومات البيع والشراء .. وهنالك لاحت في الآفاق علامات الشفق الأحمر تؤكد اقتراب الليل .. مما أوحى للناس أن تفكر في العودة لديارها .. تلك الديار التي تستعد لاستقبال أحلى أيام عيد في المواسم .. وفيهم أهل السواحل والجزر التي تقبع خلف النهر .. ذلك النهر الذي لا يقبل المهادنة أو الاستهانة .. ولا بد أن تنحني له الهامات والرقاب بالاحترام .. والنهر في حال ركونه وسكونه هو ذلك الطيب الكريم .. حتى أنه قد يتنازل في بعض المواسم ليسمح للناس أن يعبروه مخاضاَ بالأرجل في الأماكن الضحلة .. أما في حال غضبه وجبروته فهو ذلك المعاند المشاكس القاسي الفتاك .. ولا بد من وسيلة حكيمة لإخضاع النهر على السمع والطاعة عند الرغبة في العبـور .. والوسيلة في تلك الأيام كانت المراكب الشراعية .. تلك المراكب الخشبية القوية الوارثة للمهارة النوبية .. وهي مراكب مؤهلة لتتحدى جبروت الأنهار في حال الغضب والفيضان .. وكذلك في حال المواسم العادية .. ولكن لكل جواد كبوة .. ولكل فارس هفوة .. ولكل جبار قوة طاقة قصوى .
..........تجمع الناس عند مشارف النهر للعودة والالتحاق بالساحل الآخر الآمن .. وفي تلك الليلة كانت هنالك مركب واحدة متوفرة متواجدة للعبور للساحل الغربي .. وهي التي كانت عليها أن تتكفل بترحيل العدد الكبير من العائدين للديار .. وحين تجمعوا للركوب في المركب كانت العددية تفوق الطاقة القصوى للمركب كثيراً .. وكان لا بد من الموازنة التي تؤكد السلامة .. ولكن حالات الإصرار أبت أن تفارق الجميع .. حيث الكل كان يؤكد الأحقية والأولوية في بلوغ الساحل الآخر .. وبعناد شديد تزاحم الجميع فوق متن المركب التي كانت تفقد الحيلة .. تزاحموا فوق متنها بالقدر المستحيل .. واشتكت المركب حقاَ ونادت بالويلات .. والأعالي منها بدأت تشارف وتقارب سطح الماء الهائج الغاضب .. وتعالت أصوات الحكماء والعقلاء .. التي كانت تنادي بتخفيف الأوزان والعددية .. ولكن لا حياة لمن تنادي .. حيث كان الإصرار من الجميع بالتواجد داخل المركب .. والكل كان يصر على بلوغ الساحل الآخر بأية وسيلة وبأية حيلة .. وحيث الرغبة الملحة في بلوغ ذلك الغد الذي يعني العيد مع الأهل والعشيرة .. فأبت النفوس أن تتنازل عن حقها وأصرت في بلوغ وجهاتها بالساحل الآخر .. رغم أن المركب كانت تئن وتبكي لثقلها بحرقة شديدة .. ثم تأتي نقلة أخرى عجيبة في مسار القصة .. فيقال والقول مرهون بذمة القائلين والناقلين له .. بأن الساحة جرت فيها بعض الخيانات والمفاضلات الغريبة بين الناس .. فذلك الموقف المتأزم أفرز صورة قاتمة تجسد في قسوة الإنسان للإنسان .. تلك الصورة التي جعلت من الملائكة الأبرار أن تهرب من ساحة الظلم .. وتنأى بنفسها عن مجاراة الأشرار .. فتلك المرأة البريئة نالت السيرة .. ونالت في تلك الليلة أسوأ معاملة إنسان لإنسان .. فهي الوحيدة التي فقدت المعين والدعم حين قرر الجميع إخراجها من المركب قسراَ وقهراَ بأيدي الرجال الأقوياء .. أبعدوها من المركب وهي تبكي وتولول .. وتركوها وحيدة في الساحل الموحش .. كانت ترجوهم بشدة وترجو الرحمة من أعين ظالمة .. وذنبها الوحيد أنها كانت لا تملك كما يملك الآخرون .. كانت فقيرة معدمة .. تفقد الجاه وتفقد الدعم وتفقد العون وتفقد المعين .. كانت ترجوهم ودموعها تجري مدرارة وتبلل ثيابها ليأخذوها معهم لأطفالها وأهلها في البر الآخر .. فهي كانت تتمنى كما يتمنى الآخرون أن تقضي ليلة عيدها مع أطفالها وأسرتها .. وقد اشترت المقدور من أغراض العيد لأطفالها ولأهلها .. والأمل كان يحدوها كمثيلاتها أن تشارك العيد السعيد مع أحبابها .. ولكن أبت تلك القلوب القاسية أن تسمع لصيحاتها واستغاثاتها .. بل لفظوها ورموها وأغراضها في البر الموحش .. وحيدة هي تلك التي تمكنت منها الأيدي الظالمة .. أم الآخرون والأخريات من ركاب المركب فالكل كان يجد الدعم والسند بطريقة ما من أحدهم .. إلا تلك المرأة المسكينة فهي لم تجد من يساندها في إلحاحها .. فأصبحت متروكة في البر مرهونة وحيدة في ليلة موحشة .. وحين غادرت المركب وابتعدت عن الساحل رويداً كانت تلك المرأة ترفع كفها نحو السماء بالدعاء .. مجريات أبكت عيون الملائكة في السماء .. وأضحكت أعوان الشيطان في الأرض .. وللأقدار قول فاصل بالبت في الأحوال .. فالدعاء والكف المرفوع نحو السماء في ليلة عيد مبارك يعني ذلك الوزن لمن يعقل .. وتتجلى حكمة الدعاء المبذول من المظلوم حين يجتاز الحواجز النورانية ليمر نحو السماء دون الحواجب .. وحينها فإن الكفوف لا ترتد خائبة حيث هنالك عدالة السماء .
............. النهر في تلك الليلة كان في أوج موسم الفيضان .. قوة شديدة في التيار المائي .. وتوسعة مبالغة على الجانبين .. ثم عواصف تؤجج الأمواج .. وقد تعدى النهر مساحة الحد المسموح ليختلس مساحات وفيرة من الجانبين .. والمركب عند منتصف النهر نادت باستسلامها حيث ضعفت خشبة في قاعدتها .. فخرقت المياه منفذاَ في أرضية المركب لتشكل نافورة مياه عنيفة .. فوقع الهلع والخوف في قلوب الركاب .. وأجتهد الجميع في وقف ذلك المنفذ المائي الخطير .. ومن عجائب الأقدار أن الناس قد استغنت عن أغراضها للعيد لتستخدمها في تسديد تلك الثغرة القاتلة .. وفقدت في المحاولات الكثير من ملابس العيد .. ولكن كل ذلك بدون جدوى .. والليل بدأ ينتصف ويهلوس بعلامات الظلام والرياح .. والمركب بدأت تفقد المسار الصحيح لتجاري التيار العنيف .. وهناك الصيحات والصرخات التي أزعجت سكون تلك الليلة المشئومة .. وحين سمع الآخرون تلك الصيحات والنداءات والاستغاثات في المناطق المجاورة تحركت الناس نحو السواحل .. وهناك أهل ساحل من السواحل تحرك بمركب كبيرة للإنقاذ .. وحينما اقتربت مركب الإنقاذ من مركب النكبة تدافعت الناس للانتقال لمركب الإنقاذ بهلع وخوف شديد دون موازنة تعني الحكمة .. مما أفقد المركب المنكوبة توازنها فكانت الكارثة الكبرى .. حيث مالت المركب لناحية تواجد الأكثرية فاقدة السيطرة على نفسها لتنقلب رأساً على عقب .. وعندها وقعت النكبة حيث أخذ النهر معه الكثير من الركاب .. والذين فقدوا الأرواح غرقاً في النهر الغاضب .. وخاصة من النساء .. وقلة من ركاب المركب المنكوبة تمكنت من التنقل لمركب الإنقاذ .. وآخرون من الرجال تمكنوا من السباحة وبلوغ ساحل من السواحل بعد جهد جهيد .. أم الأغلبية من النساء فما كانت لهن حيلة .. فكانت ليلة كالحة قاتمة وشحت الديار بالأحزان .. أعقبها يوم عيد لم يشهد الأفراح في ذلك العام .. ولكن كانت الساحات تقام فيها خيام الحزن والآلام .. والناجية الوحيدة من تلك الويلات واللحظات القاسية في عمق النهر عند منتصف الليل كانت هي تلك المرأة المغلوبة على أمرها .. فقد كتبت لها الأقدار أن لا تكون في زمرة الهالكين .. ورب ضارة نافعة .. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .

تَرف الصّبا♪
07-09-2014, 04:32 PM
-
طرح رائع


سلمتي ،

تَرف الصّبا♪
07-09-2014, 04:32 PM
-
طرح رائع


سلمتي ،

الاصيل
07-09-2014, 08:10 PM
آنتقآآء جميل ومميِز
تسلم آناملك على آختيارك الرآئع
سنبقى نترقب دومآ جديدك الغني باالجمال
تقديري واحترامي لشخصك الكريم
الاصيل

ڤَيوُلـآ
07-12-2014, 01:46 AM
قصه جميله

يعطيك العافيه

طيف الامل
07-12-2014, 03:16 AM
-
طرح رائع


سلمتي ،
شكرا لكم مروركم العطر
لكم تحياتى واحترامى

طيف الامل
07-12-2014, 03:22 AM
-
طرح رائع


سلمتي ،
شكرا لكم مروركم العطر
لكم تحياتى واحترامى

طيف الامل
07-12-2014, 03:23 AM
آنتقآآء جميل ومميِز

تسلم آناملك على آختيارك الرآئع
سنبقى نترقب دومآ جديدك الغني باالجمال
تقديري واحترامي لشخصك الكريم

الاصيل

شكرا لكم مروركم العطر
لكم تحياتى واحترامى

طيف الامل
07-12-2014, 03:23 AM
قصه جميله

يعطيك العافيه
شكرا لكم مروركم العطر
لكم تحياتى واحترامى

حياتي ألوان
07-18-2014, 05:20 AM
يع ــطيك الع ــآفية على روعة طرحك
ولآ ع ــدمنآ تميز انآملك الذهبية
ودآم بح ــر عطآئك القيم
http://www.shmok3.net/up/files/965.gifhttp://www.shmok3.net/up/files/965.gifhttp://www.shmok3.net/up/files/965.gif

طيف الامل
07-18-2014, 05:38 AM
يع ــطيك الع ــآفية على روعة طرحك

ولآ ع ــدمنآ تميز انآملك الذهبية
ودآم بح ــر عطآئك القيم

http://www.shmok3.net/up/files/965.gifhttp://www.shmok3.net/up/files/965.gifhttp://www.shmok3.net/up/files/965.gif



كل الشكر و التقدير على تواجدك المميز
ودي و وردي
وردة1

اميرة الاحساس
08-09-2014, 11:46 PM
سلمت يدآك على هذآ الإبدآع
لاعدمنـآ هذا التميز
بـ إنتظارجديدك بكل شوق
مع خالص شكري وتقديري

a7ases
08-10-2014, 02:58 PM
يَعطِيك ألعافيَةَ عَلى الجَلبْ ألجَميل
لآ عَدِمنَآ رَوعَةَ مَآ تقَدِمُهُ أنَآملك
شكراً قطَفتُهَآ مِنْ قَلبْ ألنُورْ
لِ تُلِيقَ بِ حجمِ طَرحِك الأنيقْ

خياط
08-15-2014, 05:06 PM
يععطيـك الـعـافيـهَ ع جمَ ـال طرحـك..||~
د ـام عطـائك ../..وروعـه تم ـيـزك..
(..م ـودتي..)..

معاذير
08-20-2014, 04:07 AM
ورود تقديري و جلَ حروف احترآمي
قصه روعه تجد منها العظه والفائده
جميل مانقلته واعجبني جدااا

رهيف القلب
10-24-2014, 02:46 PM
طرح رائع وجميل
سلمت وسلم لنا نبضك الندي
والله يعطيك العآفيه
بإنتظآرجديدك بكل شوق..
ودي وشذى الورد