رحيل المشاعر
01-16-2019, 09:32 PM
عوالم خفية مفزعة على "الإنترنت" تنادي طفلك..
فكيف تحميه من آلاف "طمبق" ومئات من "الحوت الأزرق"؟
كشفتها حوادث التحرش والانتحار الأخيرة على الشبكة العنكبوتية
كشفت حوادث التحرش التي تَوَرّط فيها المدعو "طمبق"، وقبلها حادثة انتحار أحد الأطفال في أبها نتيجة إفراطه في ممارسة إحدى الألعاب الإلكترونية الخطرة غير الملائمة لسنه، عن عالم خفي بعيد عن عيون الآباء، ويسكنه أطفالهم دون درايتهم، كما كشف عن وجود خلل كبير في طريقة مراقبة الوالدين لأبنائهم، وتسامحهم مع فكرة وجود الطفل لساعات طويلة أمام الإنترنت أو أجهزة الألعاب الإلكترونية دون ضابط أو رابط.
عوالم خفية
ويحسب الآباء أن وجود أطفالهم في المنزل يمارسون الألعاب الإلكترونية، ويجلسون أمام شاشات الكمبيوتر، أو يمسكون بهواتفهم الذكية، أنهم بخير ما داموا بعيدين عن الشارع والبيئة الخارجية، ولا يعرفون أنه بولوج أطفالهم إلى شبكة الإنترنت العنكبوتية؛ فإنهم وَلَجوا إلى عوالم خفية لا يعرف الأهل عنها شيئاً، وبها ما بها من شر كامن، وأشرار ومرضى نفسياً لا يردعهم وازع ديني ولا أخلاقي.
كما قد يؤدي كثرة الجلوس على الإنترنت بدون رقيب إلى ولوج الطفل إلى ما يسمى "Deep Web أو شبكة الإنترنت العميقة"، وهي شبكة مغلقة وسرية بين أطراف يثقون في بعضهم البعض، ويجري فيها كل ما يمكنك ولا يمكنك أن تتخيله من انتهاكات وفظائع، مثل: عقد صفقات السلاح والمخدرات والآثار، وبيع الأطفال القصر، وتجارة البغاء، وغيرها من صور التجارة المحرمة دولياً، بعيداً عن أعين الحكومات وطائلة القانون.
إدمان الإنترنت والألعاب الإلكترونية
الساعات الطويلة التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات والألعاب الإلكترونية بدون رقابة كافية، لا تكمن خطورتها في هذه الناحية فقط؛ بل قد تتسبب في إصابتهم بالإدمان، وظهور أعراض الانسحاب عليهم عند توقفهم عن ممارسة هذه الألعاب أو الدخول على الإنترنت؛ لدرجة أن التوقف يُحدث نوعاً من الإعاقة لأنشطتهم التعليمية والاجتماعية، كما ذهبت الدراسة المعنونة بـ"إدمان الأطفال على الإنترنت: جريمة رقمية"، للدكتورة نعيمة رحماني من جامعة "تلمسان" الجزائرية.
وتعزو الدراسة سابقة الذكر أسباب الإدمان على الإنترنت والألعاب الإلكترونية، إلى الفراغ العاطفي عند الطفل؛ بسبب غياب الأبوين الدائم عنه؛ حتى لو كانا متواجدين إلى جواره في المنزل؛ ولكنهما يهملان الاهتمام والعناية به والسؤال عليه، كما تكشف عن أن المشاكل الأسرية أحد أسباب انزواء الأطفال في عوالمهم الافتراضية الإلكترونية بعيداً عن أسرتهم ومحيطهم، وكذلك فهي ترى أن الظروف الصحية التي تلم بالأطفال وتجعلهم غير قادرين على الانخراط مع زملائهم بشكل طبيعي؛ قد تدفعهم إلى الانخراط في هذه العوالم الوهمية، وعقد صداقات جديدة عبرها مع أشخاص لا يعرفونهم بشكل وثيق، وقد يكونون أحد الأشرار الذين ينشطون على الشبكة العنكبوتية بعيداً عن الأعين والرقابة.
وكثيراً ما حذر خبراء التربية وعلم النفس من مخاطر الألعاب الإلكترونية والإنترنت، وتأثيرهما المباشر على تصرفات الصغار، وأكد خبراء التربية أن كثرة ممارسة الأطفال لهذه الألعاب إلى حد الإدمان؛ قد تؤدي إلى أن يصبح الطفل أكثر عرضة للإخفاق الدراسي، إلى جانب ضعفه في الحوار والتعبير عن أفكاره، وجعله أكثر عرضة للتعرض لمرض السمنة والبدانة؛ لجلوسه لفترات طويلة بدون نشاط بدني حقيقي، بالإضافة إلى ميله للعنف، وتطبيق ذلك على أفراد أسرته ومحيطه.
إحصائيات مفزعة
وبرغم غياب الإحصاءات الدقيقة والمحدثة؛ فقد كشف تقرير نشره المرصد البريطاني "إنترنت ووتش فاونديشنر" عن إحصائيات مفزعة عن أعدد من المواقع الإلكترونية الإباحية المتعلقة بأطفال؛ إذ بلغ عدد تلك المواقع حول العالم حوالى 56.681 ألف موقع.
وأظهرت دراسة الباحثة "رحماني" وصول دخل تجارة الجنس عبر الإنترنت لنحو 97 مليار دولار؛ منها 3 مليارات خاصة بالاستغلال الجنسي للأطفال في سنة 2006م.
وتحاول السعودية بشتى الطرق منع وصول الأطفال إلى تلك المواقع انطلاقاً من دور الدولة في حماية المجتمع وروابطه وقيمه، ونجحت جهودها في العام الهجري الماضي 1438هـ في خفض معدلاتها؛ إذ بلغت نسبة الانخفاض 94% عن العام 1437هـ؛ وذلك وفقاً للشؤون الإعلامية في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. وبلغت عدد الروابط التي حجبتها الهيئة عام 1438، 104 روابط؛ بينما كان عدد الروابط المحجوبة والتي تستهدف الأطفال في عام 1437هـ نحو 1631 رابطاً.
هل الإنترنت سيئ؟
تعتبر شبكة الإنترنت سلاحاً ذا حدين؛ فكما تحتوي على ما هو غير مناسب للكبار والصغار؛ فهي تحتوي أيضاً على كم هائل من المعلومات والحقائق والعلوم التي يحتاجها الطفل لتفيده في دراسته، وتساعده على التعلم، وتنمية عقله، وتطوير مهاراته؛ فقد أضحى ضرورة من ضرورات الحياة، والأمر يتوقف على كيفية استغلاله، وترشيد ساعات استخدامه، وجعلها فيما يفيد ولا يضر.
كيف تحمي طفلك؟
ينصح الخبراء الأبوين بالحرص على متابعة استخدام الطفل للإنترنت، ومراقبة ما يشاهده من مواد، وما يمارسه من ألعاب إلكترونية، وهل تناسب سنه أم لا؟ وهل تحض على العنف والكراهية أو تحتوي مشاهد غير ملائمة؟ كذلك الحرص على قضاء الوقت مع الطفل على الشبكة، وتعليمه قواعد الأمان على الإنترنت؛ وهو ما يتطلب من الأبوين أن يكونا على دراية وإلمام بعالم الإنترنت والألعاب الإلكترونية والوسائل التكنولوجية الحديثة بصورة كافية.
من المهم أيضاً وضعُ بعض القواعد التي يجب على الطفل الالتزام بها، ومنها: عدم مشاركة الصور الشخصية مع الغرباء، وعدم مشاركة المعلومات الخاصة، مثل: اسمه، وسنه، ومدرسته، ومحل سكنه، ورقم جواله، والحسابات البنكية الخاصة بالوالدين، وأرقام البطاقات البنكية.. إلخ، كذلك عدم الموافقة على مقابلة أي شخص عرفه من خلال منصات التواصل الاجتماعي، أو غرف الدردشة؛ فهو لا يعرف هوية ذلك الغريب، بالإضافة إلى عدم الرد على رسائل التهديد، وأن يسارع في إخبار والديه إذا شعر بأي شيء غير مريح، واحتواء الطفل والإنصات له جيداً وعدم نهره ومصداقته؛ حتى لا يكتم في نفسه، ويخضع لابتزاز أولئك المرضى والأشرار، وحتى لا تكتشف فجأة وبعد فوات الأوان وجود "طمبق" في حياة طفلك، أو "حوت أزرق" في جواله؛ فهناك الآلاف منهم حول العالم
فكيف تحميه من آلاف "طمبق" ومئات من "الحوت الأزرق"؟
كشفتها حوادث التحرش والانتحار الأخيرة على الشبكة العنكبوتية
كشفت حوادث التحرش التي تَوَرّط فيها المدعو "طمبق"، وقبلها حادثة انتحار أحد الأطفال في أبها نتيجة إفراطه في ممارسة إحدى الألعاب الإلكترونية الخطرة غير الملائمة لسنه، عن عالم خفي بعيد عن عيون الآباء، ويسكنه أطفالهم دون درايتهم، كما كشف عن وجود خلل كبير في طريقة مراقبة الوالدين لأبنائهم، وتسامحهم مع فكرة وجود الطفل لساعات طويلة أمام الإنترنت أو أجهزة الألعاب الإلكترونية دون ضابط أو رابط.
عوالم خفية
ويحسب الآباء أن وجود أطفالهم في المنزل يمارسون الألعاب الإلكترونية، ويجلسون أمام شاشات الكمبيوتر، أو يمسكون بهواتفهم الذكية، أنهم بخير ما داموا بعيدين عن الشارع والبيئة الخارجية، ولا يعرفون أنه بولوج أطفالهم إلى شبكة الإنترنت العنكبوتية؛ فإنهم وَلَجوا إلى عوالم خفية لا يعرف الأهل عنها شيئاً، وبها ما بها من شر كامن، وأشرار ومرضى نفسياً لا يردعهم وازع ديني ولا أخلاقي.
كما قد يؤدي كثرة الجلوس على الإنترنت بدون رقيب إلى ولوج الطفل إلى ما يسمى "Deep Web أو شبكة الإنترنت العميقة"، وهي شبكة مغلقة وسرية بين أطراف يثقون في بعضهم البعض، ويجري فيها كل ما يمكنك ولا يمكنك أن تتخيله من انتهاكات وفظائع، مثل: عقد صفقات السلاح والمخدرات والآثار، وبيع الأطفال القصر، وتجارة البغاء، وغيرها من صور التجارة المحرمة دولياً، بعيداً عن أعين الحكومات وطائلة القانون.
إدمان الإنترنت والألعاب الإلكترونية
الساعات الطويلة التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات والألعاب الإلكترونية بدون رقابة كافية، لا تكمن خطورتها في هذه الناحية فقط؛ بل قد تتسبب في إصابتهم بالإدمان، وظهور أعراض الانسحاب عليهم عند توقفهم عن ممارسة هذه الألعاب أو الدخول على الإنترنت؛ لدرجة أن التوقف يُحدث نوعاً من الإعاقة لأنشطتهم التعليمية والاجتماعية، كما ذهبت الدراسة المعنونة بـ"إدمان الأطفال على الإنترنت: جريمة رقمية"، للدكتورة نعيمة رحماني من جامعة "تلمسان" الجزائرية.
وتعزو الدراسة سابقة الذكر أسباب الإدمان على الإنترنت والألعاب الإلكترونية، إلى الفراغ العاطفي عند الطفل؛ بسبب غياب الأبوين الدائم عنه؛ حتى لو كانا متواجدين إلى جواره في المنزل؛ ولكنهما يهملان الاهتمام والعناية به والسؤال عليه، كما تكشف عن أن المشاكل الأسرية أحد أسباب انزواء الأطفال في عوالمهم الافتراضية الإلكترونية بعيداً عن أسرتهم ومحيطهم، وكذلك فهي ترى أن الظروف الصحية التي تلم بالأطفال وتجعلهم غير قادرين على الانخراط مع زملائهم بشكل طبيعي؛ قد تدفعهم إلى الانخراط في هذه العوالم الوهمية، وعقد صداقات جديدة عبرها مع أشخاص لا يعرفونهم بشكل وثيق، وقد يكونون أحد الأشرار الذين ينشطون على الشبكة العنكبوتية بعيداً عن الأعين والرقابة.
وكثيراً ما حذر خبراء التربية وعلم النفس من مخاطر الألعاب الإلكترونية والإنترنت، وتأثيرهما المباشر على تصرفات الصغار، وأكد خبراء التربية أن كثرة ممارسة الأطفال لهذه الألعاب إلى حد الإدمان؛ قد تؤدي إلى أن يصبح الطفل أكثر عرضة للإخفاق الدراسي، إلى جانب ضعفه في الحوار والتعبير عن أفكاره، وجعله أكثر عرضة للتعرض لمرض السمنة والبدانة؛ لجلوسه لفترات طويلة بدون نشاط بدني حقيقي، بالإضافة إلى ميله للعنف، وتطبيق ذلك على أفراد أسرته ومحيطه.
إحصائيات مفزعة
وبرغم غياب الإحصاءات الدقيقة والمحدثة؛ فقد كشف تقرير نشره المرصد البريطاني "إنترنت ووتش فاونديشنر" عن إحصائيات مفزعة عن أعدد من المواقع الإلكترونية الإباحية المتعلقة بأطفال؛ إذ بلغ عدد تلك المواقع حول العالم حوالى 56.681 ألف موقع.
وأظهرت دراسة الباحثة "رحماني" وصول دخل تجارة الجنس عبر الإنترنت لنحو 97 مليار دولار؛ منها 3 مليارات خاصة بالاستغلال الجنسي للأطفال في سنة 2006م.
وتحاول السعودية بشتى الطرق منع وصول الأطفال إلى تلك المواقع انطلاقاً من دور الدولة في حماية المجتمع وروابطه وقيمه، ونجحت جهودها في العام الهجري الماضي 1438هـ في خفض معدلاتها؛ إذ بلغت نسبة الانخفاض 94% عن العام 1437هـ؛ وذلك وفقاً للشؤون الإعلامية في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. وبلغت عدد الروابط التي حجبتها الهيئة عام 1438، 104 روابط؛ بينما كان عدد الروابط المحجوبة والتي تستهدف الأطفال في عام 1437هـ نحو 1631 رابطاً.
هل الإنترنت سيئ؟
تعتبر شبكة الإنترنت سلاحاً ذا حدين؛ فكما تحتوي على ما هو غير مناسب للكبار والصغار؛ فهي تحتوي أيضاً على كم هائل من المعلومات والحقائق والعلوم التي يحتاجها الطفل لتفيده في دراسته، وتساعده على التعلم، وتنمية عقله، وتطوير مهاراته؛ فقد أضحى ضرورة من ضرورات الحياة، والأمر يتوقف على كيفية استغلاله، وترشيد ساعات استخدامه، وجعلها فيما يفيد ولا يضر.
كيف تحمي طفلك؟
ينصح الخبراء الأبوين بالحرص على متابعة استخدام الطفل للإنترنت، ومراقبة ما يشاهده من مواد، وما يمارسه من ألعاب إلكترونية، وهل تناسب سنه أم لا؟ وهل تحض على العنف والكراهية أو تحتوي مشاهد غير ملائمة؟ كذلك الحرص على قضاء الوقت مع الطفل على الشبكة، وتعليمه قواعد الأمان على الإنترنت؛ وهو ما يتطلب من الأبوين أن يكونا على دراية وإلمام بعالم الإنترنت والألعاب الإلكترونية والوسائل التكنولوجية الحديثة بصورة كافية.
من المهم أيضاً وضعُ بعض القواعد التي يجب على الطفل الالتزام بها، ومنها: عدم مشاركة الصور الشخصية مع الغرباء، وعدم مشاركة المعلومات الخاصة، مثل: اسمه، وسنه، ومدرسته، ومحل سكنه، ورقم جواله، والحسابات البنكية الخاصة بالوالدين، وأرقام البطاقات البنكية.. إلخ، كذلك عدم الموافقة على مقابلة أي شخص عرفه من خلال منصات التواصل الاجتماعي، أو غرف الدردشة؛ فهو لا يعرف هوية ذلك الغريب، بالإضافة إلى عدم الرد على رسائل التهديد، وأن يسارع في إخبار والديه إذا شعر بأي شيء غير مريح، واحتواء الطفل والإنصات له جيداً وعدم نهره ومصداقته؛ حتى لا يكتم في نفسه، ويخضع لابتزاز أولئك المرضى والأشرار، وحتى لا تكتشف فجأة وبعد فوات الأوان وجود "طمبق" في حياة طفلك، أو "حوت أزرق" في جواله؛ فهناك الآلاف منهم حول العالم