المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للجحيم عيون!


شموع الحب
01-14-2019, 01:56 PM
للجحيم عيون!
كأسطورة خرافية يتكلمون عنه!
رجل لايعرف الخوف، والحكايات التي سمعتها عنه خرافة تدور برأسي حتى تخيلته ضخما عملاقا، يشبه هرقل مثلا، يحمل الكرة الأرضية بيد واحدة!
ضحكت لسذاجة تفكيري، وأجفلني صراخ العريف حين انهالت الطائرات المعادية قصفا علينا، تلحقها رشقات المدافع:
- مع انبلاج الفجر سيأتي الصارم اليوم.
زحفت لموضعه تدفعني الرغبة أن أعرف
- كيف عرفت عريفي أنه سيأتي مع الفجر!؟
صرخ العريف بأعلى صوته كي أسمعه و الطائرات تمر مزمجرة فوق رؤوسنا.
- هذه عادته، دائما يقطع إجازته الدورية ويلتحق حين نتعرض لهجوم العدو.
كانت الليلة طويلة مضيئة باللهب، وساخنة بالرغم من شدة البرد، ونحن نتموضع متمترسين ننتظر أن تفك طائراتنا الهجوم عنا، وأنا أراقب نيران مضادات الطائرات وهي تبهر الليل بوهج نيرانها المتلاحقة كأنها ألعاب نيرانية خطيرة في ليلة جنونية، وإذا بيد تمسك كتفي وصوت جاد يقول لي:
- هذا موضعي، لكن لاعليك، أنت جديد هنا صح؟! صباحا ستحفر لك آخر.
- أنت صارم؟! كنت أنتظرك!
اقترب من وجهي، وهيء لي أنه نظر لي بدهشة وتمتم بعد أن قهقه عاليا
- آه هل أخبرك هؤلاء الأوغاد عني.. لاتصدقهم إنهم يبالغون، لست كما يدعون.
ثم تركني وزحف برشاقة نمر بري نحو جوف لاأدري كيف عرف أنه خال، واختفى داخله يغني!
أخرجت رأسي استطلع الوضع فإذا به يقطع اغنيته ويصرخ بي:
- أدخل رأسك أيها الأحمق، إلا إذا كنت تريد الاستغناء عنه، فتصبح الشهيد رقم واحد لهذا اليوم.!
ياالله كيف عرف أن رأسي باتت خارج الموضع؟
وانتابتني نوبة من الضحك وأنا أسمعه يقهقه بصوت مرح وهذا القصف المجنون حولنا كأننا وضعنا وسط جحيم لاينتهي.!
أمعنت النظر بوجه صارم حين سطعت شمس يوم جديد، وتلك السمرة المائلة للبرونز كلون الأرض، وملامحه العربية الحادة توحي بحدة المزاج وغرائبيته، شعرت أني عرفته منذ سنين، وليس الآن فقط.
شرعت أحفر موضعي والصارم يتابعني، وهو يجلس على الأرض ينفث دخان سيجارته، ويقتت التراب بيديه، برقت لمعة فيها شجن جلي من عينيه، ظننتها دمعا خفيا يخفيه، وفاجئني حين رفع رأسه يرمقني بنظرة عميقة
- أتدري أني أسمي هذي الأرض على اسم حبيبتي وفاء، التي تسكن هنا في عنقي، عند أكبر شراييني، تفترش أوردتي وتسكنها، وتذوب في دمي قطرة بعد أخرى، مابك تحملق بي هكذا، أتظن أني مجنون، أممممم كلهم مثلك يظنون هذا، حتى صديق عمري هذا،أليس كذلك طارق!؟
ضحك طارق واحتضنه وصارت أحاديثنا شجية، وسط كل تلك المساحة من الأرض المزروعة بالنار وحفر القذائف وحممها.
أصر طارق أن يبادل موضعه مع الصارم مستحلفا إياه:
- بالله عليك صارم بادلني موضعك، لاأريد أن أموت اليوم.
حين بدأت القذائف بعد الظهر تنهال قرب مواضعنا مبكرة على غير العادة ، قبل هبوط أول خيط لظلام الليل الطويل ورحلته التي نخالها لن تنتهي، حينها كان الصارم يتنصت للريح وأصوات الصواريخ القادمة، فيضحك مرة ويقول، بعيد، وأخرى يدخل موضعه ويصيح قريب جدا، ويسخر من خوف طارق لأنه لايترك الموضع أبدا أثناء القصف.
اشتدت موجة القصف الهستيرية حتى شعرت أننا دخلنا عيون الجحيم الجهنمية، وأيقنت أننا لن نفلت منها هذه المرة حين وقعت إحدى القذائف قرب موضعي، فخرجت دون وعي مني لما شعرت أني أدفن حيا والتراب ينهال على جسمي، وياللهول كان الصارم غارقا بالدم، يحتضن جسد طارق المشطى ويصرخ بهستيريا:
- ألم تقل ياطارق أنك لن تموت اليوم، لماذا فعلتها الآن، ويحك لاتتركني اليوم!!
عادت موجة القصف فسحبت أشلاء طارق وأنا ارتجف غيضا وحنقا، أتوسل الصارم أن يتموضع لكنه بدا لي وكأنه فقد صوابه كليا، فشرع يجوب المنطقة قفزا، رافعا رأسه للسماء، والقذائف تنهمر مثل المطر، وهو يبكي ويصرخ بقهر:
- لن أموت اليوم أيها الأوغاد، أنا لن أموت اليوم.!

صاحبة السمو
01-15-2019, 09:44 PM
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
لقلبك السعادة
http://img.el-wlid.com/imgcache/2013/12/752445.png

شموع الحب
01-16-2019, 07:23 AM
شآكره لحضوركم وطلتكم
فالروحكم النقيه اجمل بإقات الود والعرفإن

MS HMS
01-16-2019, 09:13 AM
*,
، /،
طرح رآئع وراقي
تحيةعطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
وردة1

شموع الحب
01-16-2019, 10:39 AM
شآكره لحضوركم وطلتكم
فالروحكم النقيه اجمل بإقات الود والعرفإن

الخل الوفي
01-20-2019, 07:17 PM
انتقاااء راائع ومميز
الله يسعد قلبك
يعطيك العافية

شموع الحب
01-20-2019, 09:06 PM
شآكره لحضوركم وطلتكم
فالروحكم النقيه اجمل بإقات الود والعرفإن

هيبة مشاعر
01-28-2019, 09:47 PM
طرح رائع
الف شكر لك ع جهودك المميزه
يعطيك العافيه

شموع الحب
01-30-2019, 12:28 PM
شآكره لحضوركم وطلتكم
فالروحكم النقيه اجمل بإقات الود والعرفإن