شموع الحب
01-02-2019, 05:51 PM
كان يامكان وفي سالفِ العصرِ والأوان ,كان رَجُلان اثنان , من متوسطِ القوم بقريةٍ يعيشان
أحدهما يدعى هَمَّام , والأخر سَعد بن شَحدان .
وفي صباح أحدِ الأيام نزلَ كل واحدٍ منهم إلى السُّوق حَيران , ماذا يشتريان وماذا يتركان .
هَمام كان رَجلاً في حَالهِ ويؤدي مَطالب أسرته وعليه لا يختلف اثنان ,
أما ابن شَحدان فكان بخيل النفس وضيّقَ الخلقِ ولا يحبُ الإِحسان .
وإليكم قصةَ ماكان في ذَلك الزمان عِندما إلى السّوق خَرج الإثنان.
◆ ◇
اشترى همام حَاجة أُسرته وعندما انتصف النَّهار , ذهب للعم نَعْمان
واشترى رُزاً للغداء ,أما سَعد بن شَحدان جَاء للسوق عَلَهُ يجد كِيساً قد نساه إنسان ,
أو يَحشر نَفسه للغداء مع كَائن من كَان . مضى ابن شَحدان وهو مُمْسكٌ بكيس مَليان ,
ومِن بَعيد تَراءا له هَمام وصحنُ الغَداء , حدّث نَفسه بأن وليمةً تمضي إليه لتشبع بطْنه الجوعان ,
ففكر بحيلةٍ ليأخذَ كلّ الغداء ويتركَ المسكينَ هَمام ببطنٍ يمْلؤهُ الهَواء , وبعدَ برهةٍ مِن الزّمان
اِرتسَمت عَلى وَجهِهِ عَلامَات الدّهاء , مشى إلى جَانب هَمام وتظاهر بالإغماء , فهرعَ
هَمام تدفعهُ النخوةُ والإحسان لِيرى ما قَد حلّ لذلك الإنِسان ,فَأعانَه على النُّهوض واستبان
منه الأسباب , تحدث سعد بن شحدان وهو يتصنع الآلام لهمام , فاقترح عليه همام أن يوصله
إلى داره بأمان وافق ابن شحدان وسعادة غامرة في القلب ملأها الكتمان ,لأن خطته تمضي
كيف ما رسمها كأنه فنان, فمضى الاثنان إلى بيت المدعو ابن شحدان , لكن الدرب طال
على همام , فقال له: أين منزلك يا أخ العربان ؟ قال :مازال الطريق إليه يطول ياهمام ,
فمضيا ومضيا ومضيا , مرة أخرى سأل همام : إن كانت الدرب ستطول فليهما بأكل الغداء ,
قال ابن شحدان : حسناً سنتغدى معاً لكن بعد أن نصل إلى بئر دور كتان , التي تقع على
بعد ميلان ,
فمضيا ومضيا ومضيا
◆ ◇
وعند بئر دور كتان وقف الإثنان , تظاهر سعد بن شحدان
بالعطش ليحصل على الماء , ذهب همام ليحضر الماء , وبينما هو شارع في إخراج الماء
إذا بـابن شحدان يلقيه في البئر على استعجال , سقط همام في البئر وظل متمسكاً بدلو الماء
نادا سعد بن شحدان ليخرجه من بئر الماء , قال :لن أخرجك حتى تعطيني كل الغداء ,
قال همام والجوع يعتصره : حسناً يابن شحدان , اخرج همام من البئر وهم بأكل الغداء
لكن همام وبجوعه الكبير داس على الجرح وطلب الغداء , أما سعد بن شحدان فقال : لن أعطيك
حتى أقلع عينيك وأرميك من جديد في بئر كتان , وافق همام على طلب ان شحدان وهو يتألم ,
قلع عينيه ورماه في البئر, وانتظر الغداء , لكن ابن شحدان ضحك بصوت عال ملأ الأرجاء ومضى عائدا
بعد أن أنهى الغداء .
◆ ◇
انقضى النهار وفي البئر لازال همام , وعندما انتصف الليل مر على البئر من
لم يُحسب له حُسبان , كانا من أبناء الجن اثنان يتحدثان , قال الأول لربيبه : أبي يملك تحت شجرةِ بئر كتان
كنز لا يُقَدَر بأثمان , ومضى الاثنان وهَمام اكتفى بالصمت والكتمان , بعد برهة من الزمان
مر اثنان من كبار الجان , قال أحدهما لربيبه , أتعلم يا فلان أن شجرة بئر كتان , لها قوة لا يعلمها
إنسان , إنّها تستطيع أن تشفي أي سقم كان حتى العميان , أَسَرّها همام , بعد أن مضى الاثنان
وفي الصباح , حاول همام بكل جد واجتهاد أن يصل لخارج بئر دور كتان , وبعد محاولات مضنية استطاع
أن يصل إلى بر الأمان , وتذكر قول أبناء الجان عن الكنز وعن الدواء , فتحسس شجرة كتان
وأخذ من ورقها ورقتان , ومسح بها عيناه الاثنتان , فرد بصيراً كما كان , حفر أسفل الشجرة وسُرَّ
بما قد رأى من الجواهر والمرجان , فأصبح همام من أغنى الأغنياء , وملك القرية وما فيها ,
وأصبح يشار له بالبنان ,
◆ ◇
وأما سعد بن شحدان فقد أصيب بمرض عضال , وسمع عن الملك همام فراح
يلتمس الدواء فدخل ابن شحدان على الملك همام , فعرفه همام ولكنه لم ينطق بنبس شفاه ,
بعد أن سمع شكوى ابن شحدان , سرد الملك قصته مع فلان , ذلك الذي وجده في السوق
وادعى الإغماء , وكيف بالبئر رماه وعيناه لا تريان , فاستغرب ابن شحدان كيف استطاع
أن يعود بصره للعينان !!
◆ ◇
فأخبره أن السر يكمن في بئر دور كتان , وبالتحديد عند منتصف الليل وانقضاء النهار,
ولم يخبره بأكثر من ذلك .
وبالفعل مضى ابن شحدان إلى بئر دور كتان , وبمنتصف الليل , مر الاثنان من أبناء الجان ,
وكان الأول يتحدث عن الكنز كما المعتاد لكن ابن شحدان لم يصبر بل بادر بالسؤال
فانتبه إليه أبناء الجان , وأخذاه إلى كبار الجن بعيداً حيث
لم يصل إنسان , وماذا حدث لابن شحدان لم يُدَوّن في أي كتاب ,
أما همام فعاش بسعادة
على مر الزمان , وجاد بماله على كل محتاج ,
◆ ◇
هكذا يقال أن حدث في ذلك الزمان حدث وأعيدت حكايته الآن ,
لنأخذ العبرة عمّا كان, حتى وإن لم يكن قد حدث بالفعل في أحد الأزمان .
أحدهما يدعى هَمَّام , والأخر سَعد بن شَحدان .
وفي صباح أحدِ الأيام نزلَ كل واحدٍ منهم إلى السُّوق حَيران , ماذا يشتريان وماذا يتركان .
هَمام كان رَجلاً في حَالهِ ويؤدي مَطالب أسرته وعليه لا يختلف اثنان ,
أما ابن شَحدان فكان بخيل النفس وضيّقَ الخلقِ ولا يحبُ الإِحسان .
وإليكم قصةَ ماكان في ذَلك الزمان عِندما إلى السّوق خَرج الإثنان.
◆ ◇
اشترى همام حَاجة أُسرته وعندما انتصف النَّهار , ذهب للعم نَعْمان
واشترى رُزاً للغداء ,أما سَعد بن شَحدان جَاء للسوق عَلَهُ يجد كِيساً قد نساه إنسان ,
أو يَحشر نَفسه للغداء مع كَائن من كَان . مضى ابن شَحدان وهو مُمْسكٌ بكيس مَليان ,
ومِن بَعيد تَراءا له هَمام وصحنُ الغَداء , حدّث نَفسه بأن وليمةً تمضي إليه لتشبع بطْنه الجوعان ,
ففكر بحيلةٍ ليأخذَ كلّ الغداء ويتركَ المسكينَ هَمام ببطنٍ يمْلؤهُ الهَواء , وبعدَ برهةٍ مِن الزّمان
اِرتسَمت عَلى وَجهِهِ عَلامَات الدّهاء , مشى إلى جَانب هَمام وتظاهر بالإغماء , فهرعَ
هَمام تدفعهُ النخوةُ والإحسان لِيرى ما قَد حلّ لذلك الإنِسان ,فَأعانَه على النُّهوض واستبان
منه الأسباب , تحدث سعد بن شحدان وهو يتصنع الآلام لهمام , فاقترح عليه همام أن يوصله
إلى داره بأمان وافق ابن شحدان وسعادة غامرة في القلب ملأها الكتمان ,لأن خطته تمضي
كيف ما رسمها كأنه فنان, فمضى الاثنان إلى بيت المدعو ابن شحدان , لكن الدرب طال
على همام , فقال له: أين منزلك يا أخ العربان ؟ قال :مازال الطريق إليه يطول ياهمام ,
فمضيا ومضيا ومضيا , مرة أخرى سأل همام : إن كانت الدرب ستطول فليهما بأكل الغداء ,
قال ابن شحدان : حسناً سنتغدى معاً لكن بعد أن نصل إلى بئر دور كتان , التي تقع على
بعد ميلان ,
فمضيا ومضيا ومضيا
◆ ◇
وعند بئر دور كتان وقف الإثنان , تظاهر سعد بن شحدان
بالعطش ليحصل على الماء , ذهب همام ليحضر الماء , وبينما هو شارع في إخراج الماء
إذا بـابن شحدان يلقيه في البئر على استعجال , سقط همام في البئر وظل متمسكاً بدلو الماء
نادا سعد بن شحدان ليخرجه من بئر الماء , قال :لن أخرجك حتى تعطيني كل الغداء ,
قال همام والجوع يعتصره : حسناً يابن شحدان , اخرج همام من البئر وهم بأكل الغداء
لكن همام وبجوعه الكبير داس على الجرح وطلب الغداء , أما سعد بن شحدان فقال : لن أعطيك
حتى أقلع عينيك وأرميك من جديد في بئر كتان , وافق همام على طلب ان شحدان وهو يتألم ,
قلع عينيه ورماه في البئر, وانتظر الغداء , لكن ابن شحدان ضحك بصوت عال ملأ الأرجاء ومضى عائدا
بعد أن أنهى الغداء .
◆ ◇
انقضى النهار وفي البئر لازال همام , وعندما انتصف الليل مر على البئر من
لم يُحسب له حُسبان , كانا من أبناء الجن اثنان يتحدثان , قال الأول لربيبه : أبي يملك تحت شجرةِ بئر كتان
كنز لا يُقَدَر بأثمان , ومضى الاثنان وهَمام اكتفى بالصمت والكتمان , بعد برهة من الزمان
مر اثنان من كبار الجان , قال أحدهما لربيبه , أتعلم يا فلان أن شجرة بئر كتان , لها قوة لا يعلمها
إنسان , إنّها تستطيع أن تشفي أي سقم كان حتى العميان , أَسَرّها همام , بعد أن مضى الاثنان
وفي الصباح , حاول همام بكل جد واجتهاد أن يصل لخارج بئر دور كتان , وبعد محاولات مضنية استطاع
أن يصل إلى بر الأمان , وتذكر قول أبناء الجان عن الكنز وعن الدواء , فتحسس شجرة كتان
وأخذ من ورقها ورقتان , ومسح بها عيناه الاثنتان , فرد بصيراً كما كان , حفر أسفل الشجرة وسُرَّ
بما قد رأى من الجواهر والمرجان , فأصبح همام من أغنى الأغنياء , وملك القرية وما فيها ,
وأصبح يشار له بالبنان ,
◆ ◇
وأما سعد بن شحدان فقد أصيب بمرض عضال , وسمع عن الملك همام فراح
يلتمس الدواء فدخل ابن شحدان على الملك همام , فعرفه همام ولكنه لم ينطق بنبس شفاه ,
بعد أن سمع شكوى ابن شحدان , سرد الملك قصته مع فلان , ذلك الذي وجده في السوق
وادعى الإغماء , وكيف بالبئر رماه وعيناه لا تريان , فاستغرب ابن شحدان كيف استطاع
أن يعود بصره للعينان !!
◆ ◇
فأخبره أن السر يكمن في بئر دور كتان , وبالتحديد عند منتصف الليل وانقضاء النهار,
ولم يخبره بأكثر من ذلك .
وبالفعل مضى ابن شحدان إلى بئر دور كتان , وبمنتصف الليل , مر الاثنان من أبناء الجان ,
وكان الأول يتحدث عن الكنز كما المعتاد لكن ابن شحدان لم يصبر بل بادر بالسؤال
فانتبه إليه أبناء الجان , وأخذاه إلى كبار الجن بعيداً حيث
لم يصل إنسان , وماذا حدث لابن شحدان لم يُدَوّن في أي كتاب ,
أما همام فعاش بسعادة
على مر الزمان , وجاد بماله على كل محتاج ,
◆ ◇
هكذا يقال أن حدث في ذلك الزمان حدث وأعيدت حكايته الآن ,
لنأخذ العبرة عمّا كان, حتى وإن لم يكن قد حدث بالفعل في أحد الأزمان .