المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدب نهاية العلاقات


۩۞۩ رآقـيے بطبعيے ۩۞۩
11-28-2018, 09:36 PM
كان الشاعر «اليَشْكُرِيُّ» من أصدقاء الحجاج بن يوسف الثقفي المقربين، ثم حصل بينهما خلاف لا رجعة فيه، وصار اليشكري مع ابن الأشعث الذي ثار على الخليفة والحجاج، وكان من أشد الناس تحريضاً عليهما، واستمر الحال كذلك، حتى قُتل اليشكري وجيء برأسه مقطوعاً إلى الحجاج.
فلما نظر إليه قال لمن حوله: كم من سرٍّ أودعته هذا الرأس، فلم يخرج منه حتى أُتيتُ به مقطوعاً!
وعلى الوجع في القصة، وعلى قذارة السياسة والفتن وصراع الكراسي والاستهانة بالدماء، إلا أن ثمة وفاء لا يمكن القفز عنه، فقد انتهت صداقة الرجلين وصار كل منهما في خندق، بقيت أسرار الحجاج في رأس اليشكري أسراراً، وبقي الحجاج على خلاف السياسة مع اليشكري يعترف له بنبل أخلاقه!
في بداية العلاقة تظهر المشاعر وفي نهايتها تظهر الأخلاق!
يحدث أن تقع قطيعة بين صديقين، وخلاف بين زميلين، وهجران بين شريكين، وخصام بين عائلتين، وفراق حتى بين دولتين، هذه الأشياء تقع دوماً، هذه هي الحياة وهذه الأشياء جزء منها، ولكن وقوع هذه الأشياء شيء، والفجور في الخصومة شيء آخر!
بالنسبة لي أنا لا أحكم على أخلاق الناس وهم في وئام، لأني أعرف أن أخلاقنا الحقيقية تظهر عندما نتخاصم ونفترق، لا تحكم على أخلاقي إذا أحضرتُ هدية لزوجتي والأمور بيننا على ما يرام، احكم على أخلاقي إذا وقع بيننا خلاف، تصرفاتي وقتها هي أنا حقيقة!
وهكذا أنا لا أحكم على برك لوالديك وهما ثريان صحيحان ترجو منهما مالاً وعطاءً، وإنما يظهر برك إذا كانا فقيرين مريضين، هما في حاجتك وأنت في غنى عنهما، إن النبل أيها السادة هو نُبل الاختلاف لا نبل الاتفاق!

شموع الحب
11-29-2018, 09:47 AM
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك..

صاحبة السمو
11-30-2018, 01:25 AM
مدائن من الشكر لطرحك الراقي
يعطيك العافية على ماقدمت لنا
ارق التحايا

الخل الوفي
12-06-2018, 09:21 AM
انتقاااء رااائع ومميز
الله يسعد قلبك
يعطيك العافية

لحن المسا
12-06-2018, 11:12 AM
شكرا لك

هيبة مشاعر
02-06-2019, 09:52 PM
طرح رائع
الف شكر لك ع جهودك المميزه
يعطيك العافيه