ضوء القمر
11-10-2018, 01:57 AM
تفسير بن كثير
وقوله تعالى: { وقولو حطة} قال ابن عباس: مغفرة استغفروا،
وقال الضحّاك عن ابن عباس { وقولوا حطة}
قال: قولوا هذا الأمر حق كما قيل لكم، وقال الحسن وقتادة:
أي احطط عنا خطايانا { نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين}
وقال: هذا جواب الأمر، أي إذا فعلتم ما أمرناكم غفرنا لكم
الخطيئات، وضاعفنا لكم الحسنات. وحاصل الأمر أنهم أمروا
أن يخضعوا للّه تعالى عند الفتح بالفعل والقول
وأن يعترفوا بذنوبهم ويستغفروا منها، ولهذا كان
عليه الصلاة والسلام يظهر عليه الخضوع جداً عند النصر،
كما روي أنه كان يوم الفتح فتح مكة داخلاً إليها من
الثنية العليا وإنه لخاضع لربه حتى أن عثنونه ليمس مورك
رحله شكراً للّه على ذلك. وقوله تعالى:
{ فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم}
روي البخاري عن النبي صلى اللَه عليه وسلم :
(قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة،
فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا وقالوا حبة
في شعرة ""رواه البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً"
"( وقال الثوري عن ابن عباس في قوله تعالى:
{ ادخلوا الباب سجدا} قال: ركعا من باب صغير، فدخلوا
من قبل أستاههم، وقالوا حنطة فذلك قوله تعالى:
{ فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم} .
وحاصل ما ذكره المفسِّرون وما دلّ عليه السياق أنهم
بدّلوا أمر اللّه لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأُمروا أن
يدخلوا سجداً فدخلوا يزحفون على أستاههم
رافعي رءوسهم، وأُمروا أن يقولوا حطة أي
أحطط عنا ذنوبنا وخطايانا فاستهزءوا فقالوا حنطة في شعيرة،
وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة،
ولهذا أنزل اللّه بهم بأسه وعذابه بفسقهم وهو خروجهم عن
طاعته، ولهذا قال: { فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً
من السماء بما كانوا يفسقون} . وقال الضحّاك
عن ابن عباس: كل شيء في كتاب اللّه من
الرجز يعني به العذاب، وقال أبو العالية: الرجُز الغضبُ،
وقال سعيد بن جبير: هو الطاعون، لحديث:
(الطاعون رجز عذاب عُذّب به من كان قبلكم "
"الحديث رواه النسائي وأصله في الصحيحين"").
وقوله تعالى: { وقولو حطة} قال ابن عباس: مغفرة استغفروا،
وقال الضحّاك عن ابن عباس { وقولوا حطة}
قال: قولوا هذا الأمر حق كما قيل لكم، وقال الحسن وقتادة:
أي احطط عنا خطايانا { نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين}
وقال: هذا جواب الأمر، أي إذا فعلتم ما أمرناكم غفرنا لكم
الخطيئات، وضاعفنا لكم الحسنات. وحاصل الأمر أنهم أمروا
أن يخضعوا للّه تعالى عند الفتح بالفعل والقول
وأن يعترفوا بذنوبهم ويستغفروا منها، ولهذا كان
عليه الصلاة والسلام يظهر عليه الخضوع جداً عند النصر،
كما روي أنه كان يوم الفتح فتح مكة داخلاً إليها من
الثنية العليا وإنه لخاضع لربه حتى أن عثنونه ليمس مورك
رحله شكراً للّه على ذلك. وقوله تعالى:
{ فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم}
روي البخاري عن النبي صلى اللَه عليه وسلم :
(قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة،
فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا وقالوا حبة
في شعرة ""رواه البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً"
"( وقال الثوري عن ابن عباس في قوله تعالى:
{ ادخلوا الباب سجدا} قال: ركعا من باب صغير، فدخلوا
من قبل أستاههم، وقالوا حنطة فذلك قوله تعالى:
{ فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم} .
وحاصل ما ذكره المفسِّرون وما دلّ عليه السياق أنهم
بدّلوا أمر اللّه لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأُمروا أن
يدخلوا سجداً فدخلوا يزحفون على أستاههم
رافعي رءوسهم، وأُمروا أن يقولوا حطة أي
أحطط عنا ذنوبنا وخطايانا فاستهزءوا فقالوا حنطة في شعيرة،
وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة،
ولهذا أنزل اللّه بهم بأسه وعذابه بفسقهم وهو خروجهم عن
طاعته، ولهذا قال: { فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً
من السماء بما كانوا يفسقون} . وقال الضحّاك
عن ابن عباس: كل شيء في كتاب اللّه من
الرجز يعني به العذاب، وقال أبو العالية: الرجُز الغضبُ،
وقال سعيد بن جبير: هو الطاعون، لحديث:
(الطاعون رجز عذاب عُذّب به من كان قبلكم "
"الحديث رواه النسائي وأصله في الصحيحين"").