انغام
10-15-2018, 12:22 AM
الزمان والتربية
أي شهادةٍ على سخافة مَدْرك الرجل، وفَقْد شعوره - أعظمُ من أن يمثل أمام عينه الزمن الذي يبلغ فيه الطفل أشدَّه، ويرسم في مخيلته كيف ينتظم في دائرة رجاله، ولا يؤهله بالتربية الحسنى لأنْ يكون سيدًا نبيلاً؟
لا يدري كثيرٌ من الناس أن الطفل واحدٌ من رجال الأمة، إلا أنه مستترٌ بثياب الصبا، فلو كشف لنا عنه، وهو كامن تحتها؛ لرأيناه واقفًا في مصافِّ الرجال القوَّامين، لكن جَرَتْ سنة الله ألا تتفتَّق أزرار تلك الأستار إلا بالتربية شيئًا فشيئًا، ولا تؤخَذ إلا بالسياسات الجيدة على وجه من التدريج.
لا ينبغي أن نعتبرَ الحركات التي تظهر على جوارح الأطفال علامات يهتدَى بها على شعائرهم الغريزية، فكم من غلامٍ تتوسَّم في طبعه لينًا وسهولة، وإذا ضربتَه على قانون التربية وجدته يبسًا صلدًا، وتتفرَّس في طبع آخر فظاظة وأمتًا، فإذا مسكت بعنانِه وهَوِيت به على مضمار التعليم؛ كان أسرع لتلبيتك من الصدى، وألين ديباجة تنقش عليها آيات الفضائل.
لم يَفْقَهْ بعضُ أرباب البيوت ومَن يحاول اللحاق بهم أهميةَ التربية حتى الآن، فيفرِّطون في مجاراة الولد على جميع أهوائه، ويفوِّضون له أن يقضي ما هو قاضٍ، وربما تغنَّوا بمديحه في المجامع الحاشدة، وأطرَوه بما لا تنطبقُ شهادة ثماره عليه، ولبئس ما كادوه به، لو كانوا يعلمون؛ إنما نصبوا لهذا المسكين مكيدةً تسدُّ في وجهه أبوابَ الآداب الجميلة، وتجعل بينه وبين السعادة حجابًا مستورًا.
ليت شعري، بماذا تجادل عن نفسك أيها الكفيل، إذا ألقيتَ على عواهنِك مسؤولية إغفال الطفل في مراتع وخيمة؟! أخشى أن يضاعف لك العذابُ ضعفينِ؛ تعذب على تشويه تلك الجوهرة المكرَّمة عذابًا نكرًا، وتحوزُ من عقوبة تلك الجناية العامة نصيبًا مفروضًا
أي شهادةٍ على سخافة مَدْرك الرجل، وفَقْد شعوره - أعظمُ من أن يمثل أمام عينه الزمن الذي يبلغ فيه الطفل أشدَّه، ويرسم في مخيلته كيف ينتظم في دائرة رجاله، ولا يؤهله بالتربية الحسنى لأنْ يكون سيدًا نبيلاً؟
لا يدري كثيرٌ من الناس أن الطفل واحدٌ من رجال الأمة، إلا أنه مستترٌ بثياب الصبا، فلو كشف لنا عنه، وهو كامن تحتها؛ لرأيناه واقفًا في مصافِّ الرجال القوَّامين، لكن جَرَتْ سنة الله ألا تتفتَّق أزرار تلك الأستار إلا بالتربية شيئًا فشيئًا، ولا تؤخَذ إلا بالسياسات الجيدة على وجه من التدريج.
لا ينبغي أن نعتبرَ الحركات التي تظهر على جوارح الأطفال علامات يهتدَى بها على شعائرهم الغريزية، فكم من غلامٍ تتوسَّم في طبعه لينًا وسهولة، وإذا ضربتَه على قانون التربية وجدته يبسًا صلدًا، وتتفرَّس في طبع آخر فظاظة وأمتًا، فإذا مسكت بعنانِه وهَوِيت به على مضمار التعليم؛ كان أسرع لتلبيتك من الصدى، وألين ديباجة تنقش عليها آيات الفضائل.
لم يَفْقَهْ بعضُ أرباب البيوت ومَن يحاول اللحاق بهم أهميةَ التربية حتى الآن، فيفرِّطون في مجاراة الولد على جميع أهوائه، ويفوِّضون له أن يقضي ما هو قاضٍ، وربما تغنَّوا بمديحه في المجامع الحاشدة، وأطرَوه بما لا تنطبقُ شهادة ثماره عليه، ولبئس ما كادوه به، لو كانوا يعلمون؛ إنما نصبوا لهذا المسكين مكيدةً تسدُّ في وجهه أبوابَ الآداب الجميلة، وتجعل بينه وبين السعادة حجابًا مستورًا.
ليت شعري، بماذا تجادل عن نفسك أيها الكفيل، إذا ألقيتَ على عواهنِك مسؤولية إغفال الطفل في مراتع وخيمة؟! أخشى أن يضاعف لك العذابُ ضعفينِ؛ تعذب على تشويه تلك الجوهرة المكرَّمة عذابًا نكرًا، وتحوزُ من عقوبة تلك الجناية العامة نصيبًا مفروضًا