شموع الحب
09-19-2018, 08:51 AM
الحجر الخاسر ..
يعيش مجتمعنا اليوم في عجلة استهلاكية ملؤها الضجيج، وما هذا الضجيج سوى قرع «طبول» فارغة من اللحن والإيقاع، إذ ينهض الإنسان منذ صباحه الباكر، ذاهباً في ممارسات روتينية، ولا يستطيع ان يمنح نفسه لحظة للتفكير في حلمه الشخصي، إذ يشعر الطفل في سنواته الأولى بأنه ذاهب الى تحقيق أحلام أسرته في المدرسة، ولا يدرك أنه ذاهب لاستكشاف رحلة المستقبل، وقد يطول ذلك الاحساس معه ما لم تشعره المؤسسة التعليمية بأن هذا البيت (المدرسة) أجمل مكان في العالم. وحينما يتجاوز المراحل المبكرة في التعليم، نجد أن البعض يتوه ضمن مسارات مختلفة عن أحلامه، التي لم يعرفها بعد، فيذهب لا إرادياً مع «الجميع» في التعليم الجامعي، وحينما يحالفه الحظ يتخرج ضمن تخصصات ربما لا يحبها، وينخرط في وظيفة لا يجد فيها شخصيته، ويتحول إلى ذاك الإنسان الذي جسدته «فرقة Pink Flyod ــ بينك فلويد»، ضمن ألبومها الصادر عام 1979، تحت عنوان The Wall «الحائط»، الذي حاولت من خلاله «استكشاف الأسباب التي تؤدي الى عزلة الفرد وابتعاده عن قبول أفكار من يخالفونه القيم والمبادئ».
يقول باولو كويلو «كلٌّ منا يعرف، في مطلع شبابه، ما هي أسطورته الشخصية، ففي تلك المرحلة من الحياة يكون كل شيء واضحاً وممكناً، ولا نخاف أن نحلم بكل ما نحب أن نفعله في الحياة». ويعتقد كارل يونغ أن هناك نوعين من اللاوعي: لاوعي شخصي فردي، هو مخزون الخبرة الشخصية المكبوتة. ولاوعي جمعي، هو مخزون أثري وأعمق، حيث يحتوي الخبرة البشرية، التي نتجت عبر تراكم تاريخي طويل، بكل أنساق معتقداته وأساطيره وعوائده.
من خلال هذه التحليلات العميقة للشخصية نجد مجتمعنا اليوم غارقاً في «اللاوعي» للشخصية الفردية حسب تحليلات يونغ، من دون أن يحاول إيقاض «المارد» الذي بداخله، حيث يعيد بعض المفكرين ذلك الى نشأة الشخصية العربية، التي بنيت على «الخوف»، النابع من الرؤية الدينية التي قام بعض المفسرين ورجال الدين باستخدامه كأداة لمحاربة تطور الفرد، فكان نظام الترهيب «الحرق»، الذي يجابه أي سؤال عقلاني ينطلق داخل الفرد، وحينما يبدأ بتلك الأسئلة كانت الإجابات جاهزة لدى العقل الجمعي بأنها «هرطقة»، وهي «رأي ديني يتعارض مع التعاليم الدينية المقبولة»، وربما يتم اتهامه بالفكر الإلحادي نتيجة لكثرة «هرطقته»، لذا يصاب الكثير بداء الصمت أو الابتعاد عن إثارة الأسئلة.
من هنا نشأت ــ لدى البعض ــ رغبة العزلة في الحديث مع الآخرين، التي تجعل من صاحبها يعتزل الحديث فيما هو مفيد، والذهاب الى أحاديث عابرة يريدها المجتمع، وحينها سيقوم المجتمع باستهلاكه من خلال متطلبات يومية، وأحاديث غير مجدية، لتبدأ طاقته السلبية في ازدياد، مما يجعله «سلبياً» تجاه أي قرار كان، وهذا ما يجعلنا ندعو الى حالة التوازن ما بين «الفرد والمجتمع» في تلك العزلة، وألا يجعل الآخرين صدى لقراراته، بل ينمي نفسه ويتعلم كيف يستعيد طاقاته، التي تم هدرها على قارعة الطريق مع رِفقة لا تستحق الحديث، وعليه أن يصنع عزلته كما يريد، من دون أن يضع المبررات في عدم معرفة «الطريق» والأسلوب خشية من «العزلة»، أو أن الوقت قد فات على هذه الأحلام.
ما الأرض سوى رقعة شطرنج، فلا تكن حجر نردٍ يتقاذفه الآخرون، حينها ستجد نفسك الحجر الخاسر في اللعبة.
منقول ..
يعيش مجتمعنا اليوم في عجلة استهلاكية ملؤها الضجيج، وما هذا الضجيج سوى قرع «طبول» فارغة من اللحن والإيقاع، إذ ينهض الإنسان منذ صباحه الباكر، ذاهباً في ممارسات روتينية، ولا يستطيع ان يمنح نفسه لحظة للتفكير في حلمه الشخصي، إذ يشعر الطفل في سنواته الأولى بأنه ذاهب الى تحقيق أحلام أسرته في المدرسة، ولا يدرك أنه ذاهب لاستكشاف رحلة المستقبل، وقد يطول ذلك الاحساس معه ما لم تشعره المؤسسة التعليمية بأن هذا البيت (المدرسة) أجمل مكان في العالم. وحينما يتجاوز المراحل المبكرة في التعليم، نجد أن البعض يتوه ضمن مسارات مختلفة عن أحلامه، التي لم يعرفها بعد، فيذهب لا إرادياً مع «الجميع» في التعليم الجامعي، وحينما يحالفه الحظ يتخرج ضمن تخصصات ربما لا يحبها، وينخرط في وظيفة لا يجد فيها شخصيته، ويتحول إلى ذاك الإنسان الذي جسدته «فرقة Pink Flyod ــ بينك فلويد»، ضمن ألبومها الصادر عام 1979، تحت عنوان The Wall «الحائط»، الذي حاولت من خلاله «استكشاف الأسباب التي تؤدي الى عزلة الفرد وابتعاده عن قبول أفكار من يخالفونه القيم والمبادئ».
يقول باولو كويلو «كلٌّ منا يعرف، في مطلع شبابه، ما هي أسطورته الشخصية، ففي تلك المرحلة من الحياة يكون كل شيء واضحاً وممكناً، ولا نخاف أن نحلم بكل ما نحب أن نفعله في الحياة». ويعتقد كارل يونغ أن هناك نوعين من اللاوعي: لاوعي شخصي فردي، هو مخزون الخبرة الشخصية المكبوتة. ولاوعي جمعي، هو مخزون أثري وأعمق، حيث يحتوي الخبرة البشرية، التي نتجت عبر تراكم تاريخي طويل، بكل أنساق معتقداته وأساطيره وعوائده.
من خلال هذه التحليلات العميقة للشخصية نجد مجتمعنا اليوم غارقاً في «اللاوعي» للشخصية الفردية حسب تحليلات يونغ، من دون أن يحاول إيقاض «المارد» الذي بداخله، حيث يعيد بعض المفكرين ذلك الى نشأة الشخصية العربية، التي بنيت على «الخوف»، النابع من الرؤية الدينية التي قام بعض المفسرين ورجال الدين باستخدامه كأداة لمحاربة تطور الفرد، فكان نظام الترهيب «الحرق»، الذي يجابه أي سؤال عقلاني ينطلق داخل الفرد، وحينما يبدأ بتلك الأسئلة كانت الإجابات جاهزة لدى العقل الجمعي بأنها «هرطقة»، وهي «رأي ديني يتعارض مع التعاليم الدينية المقبولة»، وربما يتم اتهامه بالفكر الإلحادي نتيجة لكثرة «هرطقته»، لذا يصاب الكثير بداء الصمت أو الابتعاد عن إثارة الأسئلة.
من هنا نشأت ــ لدى البعض ــ رغبة العزلة في الحديث مع الآخرين، التي تجعل من صاحبها يعتزل الحديث فيما هو مفيد، والذهاب الى أحاديث عابرة يريدها المجتمع، وحينها سيقوم المجتمع باستهلاكه من خلال متطلبات يومية، وأحاديث غير مجدية، لتبدأ طاقته السلبية في ازدياد، مما يجعله «سلبياً» تجاه أي قرار كان، وهذا ما يجعلنا ندعو الى حالة التوازن ما بين «الفرد والمجتمع» في تلك العزلة، وألا يجعل الآخرين صدى لقراراته، بل ينمي نفسه ويتعلم كيف يستعيد طاقاته، التي تم هدرها على قارعة الطريق مع رِفقة لا تستحق الحديث، وعليه أن يصنع عزلته كما يريد، من دون أن يضع المبررات في عدم معرفة «الطريق» والأسلوب خشية من «العزلة»، أو أن الوقت قد فات على هذه الأحلام.
ما الأرض سوى رقعة شطرنج، فلا تكن حجر نردٍ يتقاذفه الآخرون، حينها ستجد نفسك الحجر الخاسر في اللعبة.
منقول ..