المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلم في حياة الأمم


ضوء القمر
08-23-2018, 03:54 AM
عندما نتناول سير علماء الأمة العظام وقصص النجاح الباهر للعلماء غير المسلمين، فإننا نخرج بدروس عملية كثيرة، منها:

أولاً: أنَّ العلم طريق لا غنى عن سلوكه لمن أراد عزًّا ورفعةً من الأفراد والأمم

فالجاهلون لا مكان لهم بين السادة، والأمم الخاملة التي أدمنت الجهل هي الأمم المقودة التي لا يعبأ بها أحد، ولا يقيم لها أحدٌ وزنًا، والتي تتنافس على قيادتها، ونهب خيراتها الأممُ القوية؛ والحاضر دليل على ذلك؛ فقد ظلت الأمة الإسلامية قرونًا عديدة تقود البشرية نحو التمدُّن والرُّقي متسلِّحةً بالعلم، ثم تلقى الغرب ذلك الفيض من العلم عن طريق الاحتكاك بالمسلمين من طريق الأندلس خاصةً، واستطاع هضمه، والاستفادة منه، ثم تطويره؛ فكانت نهضته القوية، ووثبته نحو آفاق المستقبل، في حين غفل العالم الإسلامي برهةً عن سبيل العلم، وترك المنهج العلمي؛ فكانت النتيجة ضعفًا يعاني منه حتى الآن، واعتمادًا على الغرب في أغلب الاحتياجات؛ مما جعل علماء المسلمين يتململون، ويسعون إلى الخروج من دائرة الغرب بالاجتهاد في البحث العلمي، الذي نرجو أن يستمرَّ بتوفير الأجواء المناسبة له؛ كي يثمر وينتج ثمرًا طيبًا.

ثانيًا: أن طريق العلم طريق شاق وطويل

سواء على الأفراد أو الأمم؛ لا تعرف الراحة لمن سلكه سبيلاً، وكما قيل: "لاَ يُسْتَطَاعُ الْعِلْمُ بِرَاحَةِ الْجِسْمِ" [1].

وقد ضرب العلماء المسلمون أعظم النماذج في الجهاد من أجل تحصيل العلم، كما كان العديد من الدول نماذج عالية في هذه السبيل؛ فنهضة اليابان بعد انهيارها كان عمادها العلم الذي لم تدخر اليابان وأبناؤها في سبيل تحصيله جهدًا، ولا عرفوا طريق الراحة حتى أصبحوا في مقدمة الأمم, والولايات المتحدة التي لم تكن شيئًا يُذكَر منذ حوالي مائتي عام صارت أقوى دولةٍ في العالم بالاجتهاد في سبيل تحصيل العِلم.

ثالثًا: أنَّ طريق العلم كما هو شاق؛ فإنَّه مجزٍ لصاحبه

ففوق الرفعة في الدنيا يرفع الله صاحب العلم في الآخرة: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، ولم يُسَوِّ رب العالمين سبحانه بين أهل العلم وغيرهم؛ فقال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].

بل إنَّ لتحصيل العلم وتدريسه لذَّة تعادل –إن لم تفُقْ– لذة تحصيل المال؛ وهذا ما دفع كثيرًا من العلماء إلى هجر المال، والتجارة، والكسب للتفرُّغ لطلب العلم وتحصيله، ثم تدريسه وتعليمه لمن يحرص عليه دون مقابل.

وأمام تلك التضحية فإنَّ أممهم لا تنسى دورهم أبدًا؛ فالتاريخ حافل بقصص البارزين من العلماء الذين قادوا أممهم إلى سبيل الرفعة والمجد قديمًا وحديثًا، وسجَّلوا بحروف من نورٍ قصص عظمتها ونهضتها، سواء في الأمة الإسلامية، من أمثال: الرازي وجابر بن حيان والخوارزمي وعلي مصطفى مشرَّفة وجمال حمدان، والطبري والسيوطي والغزالي، أو في الأمم غير الإسلامية، من أمثال: أديسون وجيمس وات وأينشتاين وغيرهم...

رابعًا: أنَّ الأمة لا تنهض إلا إذا قام كل واحدٍ من أفراها بواجبه نحو النهضة العلمية

فهناك دور الأسرة التي هي الأساس الأول في تنشئة العلماء؛ من خلال دور الأم والأب والزوجة، وهناك دور الدولة التي تجعل من اختراعات واكتشافات العلماء واقعًا ملموسًا، وتجعل للعلماء قيمةً عاليةً في بلادهم.

كما أن هناك دورًا لرجال الأعمال الذين يرعون العلماء وطلاب العلم، وييسرون لهم التفرُّغ لطلب العلم وتعليمه، ويخصصون الجوائز لأفضل الباحثين.

وهناك دور المجتمع الذي يرفع قيمة العالم أو يخفضها، ويوفر له التقدير المناسب؛ فيجعل لطلبه العلم معنى يشجعه على الاستمرار في سبيله.

وكذلك هناك دور للعلماء والدعاة والمفكرين برعاية طلاب العلم، وكفالتهم علميًّا وماديًّا –إن استطاعوا– ليجعلوا منهم علماء وأئمة ينيروا للأمة طريقها نحو القمة التي يرجوها لها المخلصون من أبنائها.

خامسًا: أنَّ العلم لا واسطة فيه

فمن كان مخلصًا مجتهدًا في سبيل العلم نال العلا والمجد، ومن كان مدَّعيًا منشغلاً بأمور أخرى لم يكن له من العلم إلا بأقل مما فرَّغ له من نفسه؛ ، وحين يكون أبناء أيَّة أمَّة على هذه الحال من الاهتمام بالعلم، والتفرُّغ له؛ فتأكَّد أنها ستكون الأمة الرائدة في العالم أجمع، والتي يسعى الجميع لخطب وُدِّها، والاستفادة منها، والتقرُّب إليها؛ فهكذا هي سنن الله تعالى في خلقه: أفرادًا أممًا؛ نسأل الله عز وجل أن يرزقنا العلم، وأن يرزقنا الخشية قبله، وأن يجعل أمتنا الإسلامية طليعة الأمم، ورائدة الحضارات.

د.راغب السرجاني
[1] مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب أوقات الصلاة (612)، والسؤال عن إدخال الإمام مسلم هذه الحكاية عن يحيى مع أنه لا يذكر في كتابه الا أحاديث النبي محضة مع أن هذه الحكاية لا تتعلق بأحاديث مواقيت الصلاة، فكيف أدخلها بينها؟ حكى القاضي عياض رحمه الله عن بعض الأئمة أنه قال: سببه أن مسلما رحمه الله أعجبه حسن سياق هذه الطرق التي ذكرها لحديث عبد الله بن عمر وكثرة فوائدها وتلخيص مقاصدها وما اشتملت عليه من الفوائد في الأحكام وغيرها ولا نعلم أحدا شاركه فيها فلما رأى ذلك أراد أن ينبه من رغب في تحصيل الرتبة التي ينال بها معرفة مثل هذا، فقال طريقه أن يكثر اشتغاله وإتعابه جسمه في الاعتناء بتحصيل العلم هذا شرح ما حكاه القاضي. شرح النووي 5/114.

صاحبة السمو
08-23-2018, 12:17 PM
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان حسنات
ودي لك

αℓмαнα
08-23-2018, 01:13 PM
جزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان
لروعة طرحك القيم والمفيد
أتمنى أن لاننــحرم طلتك الربيعية
لك أجمل التحايا و أعذب الأمنيات
عناقيد من الجوري تطوقك فرحاا
دمت بطاعة الله

سالمين
08-23-2018, 03:51 PM
جزاك الله خير

بحـر
08-24-2018, 04:53 PM
جزاكـ الله خير ع الطرح والانتقاء
الله يعطيك العافيه يارب
دمتي بكل خيرق1

الخل الوفي
08-25-2018, 10:25 AM
انتقاء رااائع ومميز
الله يسعد قلبك
يعطيك العافية

ضوء القمر
08-26-2018, 12:29 AM
_
االمهآ/
ممُتنه لتوآجدك .

ضوء القمر
08-26-2018, 12:29 AM
_
الخل /
ممُتنه لتوآجدك .

ضوء القمر
08-26-2018, 12:30 AM
_
جنتل /
ممُتنه لتوآجدك .

ضوء القمر
08-26-2018, 12:30 AM
_
سآلممين/
ممُتنه لتوآجدك .

ضوء القمر
08-26-2018, 12:30 AM
_
صاحبه/
ممُتنه لتوآجدك .

۩۞۩ رآقـيے بطبعيے ۩۞۩
08-26-2018, 05:38 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1415669233_691.gif
سلمُ لناهذُآ الذوُوُق..
الذُي يقطفُ لنا..
وسلم لنا هذا القلم المميز
آجمًل العبارات وٌآروعهـــاآ..
ما ننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ..
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
ل روحك الجووري
بانتظار جديدكِ بشوق
http://up.movizland.com/uploads/13587854771.gif

الم ونظرة امل
08-26-2018, 10:58 PM
جزاك الله خير الجزاء
جمل الله قلبك بنور الإيمآن
ومتعك بروعة الجنآن
وكتب لك الأجر و الثوآب
لك جزيل الشكر و خآلص الدعآء باالتوفيق

القيصر
08-27-2018, 11:06 AM
الله يجزاك خير على الطرح المفيد
الله يكتب لك الاجر
ودي وتقديري

رحيل المشاعر
08-27-2018, 10:43 PM
جزاك الله كل خير
وكتب اجرك ورفع قدرك
وجعلها في موازين اعمالك

فايق ورايق!
08-27-2018, 10:46 PM
جزاك الله خير


شكراً لك وبورك فيك

a7ases
08-28-2018, 09:04 AM
*,
جَزَآك الله خَيْر جَزآء..’
وأسْعَدَك الله فِي ....الدآرَيْن ..,
,’
دُمْت بِحِفْظِ البَآرئ
* *,

شموع الحب
08-30-2018, 01:50 PM
الله يج ــزآكِ الاجر والثواب ع قيمه ما جلبتِ
ويجعله بِ موازين حسنآتكِ وَ صالح اعمالكِ
احترامي لكِ

MS HMS
08-31-2018, 10:37 AM
جزاك الله خيرا
وجعله الله في ميزان حسناتك
واثابكك الله عليه بجنانه
لروحكك الورد

الم ونظرة امل
09-21-2018, 09:41 AM
جزاك الله خير الجزاء
جعله الله في ميزان حسناتك
انار قلبك بالايمان
ورزقك الفردوس الاعلى من الجنان