شموخ وايليه
07-24-2018, 11:58 PM
’،ـ
اخرج من منزلك في هذه الأيام وسوف ترى أن درجات الحرارة أو مؤشرها في سيارتك، قارب الخمسين درجة، وكل شيء في هذه الحالة نار! فهل الطقس الذي تغير أم نظرتنا إليه هي التي تغيرت؟ ولن أتحذلق، ولكنني أملك القول صادقا.. إنني نمت سنوات في المدينة المنورة والرياض، فوق السطوح نوما هنيئا مريئا، وقد كنا في المدينة نبخ الماء على المرتبة والمخدة ليسهم في إضفاء بعض البرودة على فراش النوم. أما في الرياض فقد كانت معاناتنا من حرارة الطقس ليلا، أخف وطأة من معاناتنا منه في المدينة المنورة. عيب نوم السطوح هوانه يجبرك على الاستيقاظ، قبل أن تبسط الشمس سطوتها، وهذه الخصيصة عند السواد الأعظم من الناس مفيدة، في مرحلة كان فيها عامة الناس، لا ينامون بعد صلاة الصبح! لكن مشكلة النوم على السطوح، لم تكن في الاضطرار إلى الاستيقاظ المبكر، لكن المشكلة في جيوش الناموس والذباب، وهبات الغبار، التي غالبا ما تأتي على غير توقع، وإذا سلمت من الناموس والغبار، فلن تسلم من الزواحف الشرسة، وأبرزها العقارب، لذك كان بعض المرفهين ينامون على مصاطب أو أسرة حديدية، فوقها ناموسية! هذه كانت أغلب الوسائل؛ لضمان نوم خال من منغصات الحر، حتى رزقنا الله بالتيار الكهربائي المنظم، ومعه المكيفات الصحراوية والفريون، وكان محدثو النعمة من المتعودين على نوم السطوح يعانون أشد المعاناة من الرطوبة الناتجة عن هواء التكييف، خصوصا الصحراوي، وكانت أغلب المنازل في ذلك الوقت صديقة للبيئة، (مبنية من مواد محلية، قوامها الحجر والطين والخصف والأخشاب)، وكانت الشوارع المسفلتة والبنايات العالية والمصانع والسيارات محدودة، وكل هذه المنتجات تعتبر من العوامل المساعدة على عدم الإحساس بالحر، ورغم ذلك فقد كان إحساسنا بوطأة الطقس ملموسا، ولكن ليس بالدرجة التي نلمسها الآن! الآن نحن محاطون في منازلنا بأجهزة التكييف المركزي، وسياراتنا وأسواقنا ومدارسنا وجامعاتنا وأماكن عملنا كلها يضخ فيها الهواء البارد طوال اليوم، وبتنا نعاني كثيرا إذا ذهبنا إلى مشوار، يقتضي النزول من السيارة بعض الوقت، حتى عمال البناء، باتت تسن لهم القوانين والأنظمة، التي تغلظ العقوبة على أرباب العمل، الذين يلزمون عمالهم بالعمل مهما كان ارتفاع درجة الجرارة! لقد تغير المناخ كثيرا. تغير صيفا وشتاء، لذلك باتت تعقد المؤتمرات والندوات؛ للوصول إلى حلول تجعل معاناة الناس أقل من التغيرات الجوية. سيادة الأسمنت والحديد والألمونيوم والزجاج، ومعها الأبراج السكنية وأجهزة الطرد والأسفلت، وفوق ذلك ندرة الشجر، والزيادة المطردة للسكان، وغيرها، عوامل أسهمت في هذه التغيرات الجوية المربكة. والآفة المقبلة الآن هي «التصحر»، الذي بات يضرب أجزاء واسعة من الكرة الأرضية دون أن تلوح في الأفق حلول ناجعة.
اخرج من منزلك في هذه الأيام وسوف ترى أن درجات الحرارة أو مؤشرها في سيارتك، قارب الخمسين درجة، وكل شيء في هذه الحالة نار! فهل الطقس الذي تغير أم نظرتنا إليه هي التي تغيرت؟ ولن أتحذلق، ولكنني أملك القول صادقا.. إنني نمت سنوات في المدينة المنورة والرياض، فوق السطوح نوما هنيئا مريئا، وقد كنا في المدينة نبخ الماء على المرتبة والمخدة ليسهم في إضفاء بعض البرودة على فراش النوم. أما في الرياض فقد كانت معاناتنا من حرارة الطقس ليلا، أخف وطأة من معاناتنا منه في المدينة المنورة. عيب نوم السطوح هوانه يجبرك على الاستيقاظ، قبل أن تبسط الشمس سطوتها، وهذه الخصيصة عند السواد الأعظم من الناس مفيدة، في مرحلة كان فيها عامة الناس، لا ينامون بعد صلاة الصبح! لكن مشكلة النوم على السطوح، لم تكن في الاضطرار إلى الاستيقاظ المبكر، لكن المشكلة في جيوش الناموس والذباب، وهبات الغبار، التي غالبا ما تأتي على غير توقع، وإذا سلمت من الناموس والغبار، فلن تسلم من الزواحف الشرسة، وأبرزها العقارب، لذك كان بعض المرفهين ينامون على مصاطب أو أسرة حديدية، فوقها ناموسية! هذه كانت أغلب الوسائل؛ لضمان نوم خال من منغصات الحر، حتى رزقنا الله بالتيار الكهربائي المنظم، ومعه المكيفات الصحراوية والفريون، وكان محدثو النعمة من المتعودين على نوم السطوح يعانون أشد المعاناة من الرطوبة الناتجة عن هواء التكييف، خصوصا الصحراوي، وكانت أغلب المنازل في ذلك الوقت صديقة للبيئة، (مبنية من مواد محلية، قوامها الحجر والطين والخصف والأخشاب)، وكانت الشوارع المسفلتة والبنايات العالية والمصانع والسيارات محدودة، وكل هذه المنتجات تعتبر من العوامل المساعدة على عدم الإحساس بالحر، ورغم ذلك فقد كان إحساسنا بوطأة الطقس ملموسا، ولكن ليس بالدرجة التي نلمسها الآن! الآن نحن محاطون في منازلنا بأجهزة التكييف المركزي، وسياراتنا وأسواقنا ومدارسنا وجامعاتنا وأماكن عملنا كلها يضخ فيها الهواء البارد طوال اليوم، وبتنا نعاني كثيرا إذا ذهبنا إلى مشوار، يقتضي النزول من السيارة بعض الوقت، حتى عمال البناء، باتت تسن لهم القوانين والأنظمة، التي تغلظ العقوبة على أرباب العمل، الذين يلزمون عمالهم بالعمل مهما كان ارتفاع درجة الجرارة! لقد تغير المناخ كثيرا. تغير صيفا وشتاء، لذلك باتت تعقد المؤتمرات والندوات؛ للوصول إلى حلول تجعل معاناة الناس أقل من التغيرات الجوية. سيادة الأسمنت والحديد والألمونيوم والزجاج، ومعها الأبراج السكنية وأجهزة الطرد والأسفلت، وفوق ذلك ندرة الشجر، والزيادة المطردة للسكان، وغيرها، عوامل أسهمت في هذه التغيرات الجوية المربكة. والآفة المقبلة الآن هي «التصحر»، الذي بات يضرب أجزاء واسعة من الكرة الأرضية دون أن تلوح في الأفق حلول ناجعة.