المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم عدم القدرة على وفـاء النـذر


كبرياء أنثى
06-26-2018, 02:19 AM
حكم عدم القدرة على وفـاء النـذر

السؤال :
إنني شاب أبلغ من العمر السادسة والعشرين عاما، قدر الله علي بحصول غمامة من غمامات الدهر التي تعترض كل شاب، أنا متزوج ولي ثلاثة من الأبناء يعيشون تحت رعايتي بعد الله ووالدتي طاعنة في السن، وحجبتني الأقدار الإلهية عن رؤيتهم ما يقارب سنة وستة أشهر، فنذرت لله أنه عند عودتي لمنزلي وأطفالي - الذين أصبحوا بعد فترة غيابي تحت بر المتصدقين - أن أصوم لله تعالى ستة أيام وأذبح اثنتين من الذبائح لله تعالى وأزور مكة والمدينة أنا ووالدي، وأقوم بحمل والدتي على أكتافي وأطوف بها وأسعى، وعندما انجلت تلك الغمامة ولسوء حالتي المادية وحالة أسرتي قمت بذبح ذبيحة واحدة ولم أستطع إحضار الأخرى، كذلك لم أستطع الذهاب بأسرتي أو والدتي لمكة والمدينة وفاءً بنذري، وذلك لسوء حالتي المادية، حتى الصيام لم أستطع القيام به، وخوفًا من وقوعي في الذنب والوزر بعثت برسالتي لأجد الحل بما يرضي الله.


الاجابة :
الحمد لله الذي يسر لك الاجتماع بوالديك وأولادك، ونسأله جل وعلا أن يصلح حالكم جميعا، وأن يعينك على ما يحبه ويرضاه، أما النذر فالواجب عليك الوفاء به حسب الطاقة وقد مدح الله المؤمنين الموفين بالنذر في قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [الإنسان:7] وقال النبي: من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها، فعليك أن تؤدي الذبيحة الثانية عند القدرة لقوله سبحانه: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا [البقرة:286] وقوله :فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] فمتى استطعت وتيسر لك ما تشتري به الذبيحة الثانية فافعل واذبحها وتصدق بها على الفقراء إلا أن تكون نويت أن تأكلها مع أهلك فأنت على نيتك لقول النبي ﷺ: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى متفق عليه.
أما إن كنت نذرت الذبح ولم تقصد أن تأكلها مع أهلك فإنك تعطيها الفقراء، وعليك أن تصوم ستة أيام لأنها طاعة لله فعليك أن تصومها متى استطعت ولو متفرقة، إلا إن كنت نويت أن تصومها متتابعة فأنت على نيتك، لقول النبي ﷺ: إنما الأعمال بالنيات إن كنت نويت صيامها متتابعة فصمها متتابعة.
وعليك أيضا أن تحج بوالديك وتذهب بوالديك إلى مكة والمدينة كما نذرت إن كنت أردت العمرة فعمرة وإن كنت أردت الحج فحج على حسب نيتك متى استطعت: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا [البقرة:286] ويقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
وعليك أن تذهب بهما إلى المدينة أيضا؛ لأن شد الرحال إلى المدينة للصلاة في مسجد النبي ﷺ سنة وقربة، وإذا زرت المدينة فسلم على الرسول ﷺ وعلى صاحبيه، وهذا هو الأفضل لك، فإن زيارة قبره ﷺ وقبر صاحبيه لمن كان في المدينة مشروعة، وهكذا من وفد إليها من الرجال، إنما الذي ينهى عنه شد الرحال لمجرد زيارة قبره ﷺ فقط، أما شد الرحال للمسجد والزيارة داخلة في ذلك فلا بأس بذلك، وتسلم على النبي ﷺ وعلى صاحبيه -رضي الله عنهما-، أما النساء فلا يزرن القبور لكن أنت وأبوك ومن معك من الرجال، أما النساء فلا يزرن القبور ولكن يصلين في مسجد الرسول ﷺ ويصلين عليه في المسجد وفي البيوت وفي الطريق (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، ويشرع لك أنت ومن معك من الرجال زيارة البقيع وزيارة الشهداء، كل هذا مشروع للرجال، ويستحب أيضا لك ومن معك من الرجال والنساء زيارة مسجد قباء والصلاة فيه، لأنه مسجد فاضل تستحب الزيارة له والصلاة فيه لمن كان في المدينة ولمن وفد إليها.
أما حملك لأمك أو لأبيك حين تحج بهما وقت الطواف والسعي فلا حرج عليك في ذلك إذا كانا عاجزين عن المشي في الطواف والسعي وأنت قادر على ذلك، أما إن قدرا فعليهما أن يطوفا ويسعيا بأنفسهما ولا حرج أن يسعيا راكبين كغيرهما من الحجاج والعمار، والأمر في ذلك واسع والحمد لله، أما حملك لهما فلا يجب عليك حملهما لما فيه من المشقة ولعدم الدليل على شرعيته.
وعليك أن تكفر عن نذرك هذا كفارة يمين إذا لم تحملهما. وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم تعطي كل واحد نصف صاع من التمر أو البر أو الأرز أو تكسو كل واحد كسوة تجزئه في الصلاة كالقميص أو إزار ورداء، وليس عليك حملهما، بل يطوفان ويسعيان بأنفسهما - كما تقدم - إذا كانا قادرين، أما إن كانا عاجزين فيطاف بهما ويسعى بهما، والحمد لله.
ونسأل الله أن يعينك على الوفاء بنذرك، وأن يتقبل منا ومنك ومن سائر المسلمين، ونوصيك بعدم النذر في المستقبل، لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: لا تنذروا؛ فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئا، وإنما يستخرج به من البخيل فنوصيك في المستقبل أن لا تنذر أبدا متى حصلت لك نعم فاشكر الله عليها وأطعه واحمده ولا حاجة إلى النذر، وقد قلت في سؤالك: (ولكن حجبتني الأقدار) فالأفضل أن تقول في مثل هذا: (ولكن قدر الله كذا وكذا)، لأن الأقدار ليس لها تصرف إنما التصرف لله وحده فتقول في مثل هذا: (قدر الله علي كذا) أو (شاء الله كذا) فتنسب الأمر إلى الله ، والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/350

صمت
06-26-2018, 10:33 AM
شكرا على الإفاده
وجزاك ربي جناته
ودي لك
../

ملاك الورد
06-26-2018, 11:00 AM
جزاك الله خيرا

جعله في ميزان حسناتك

على طرحك القيم والمفيد

انتظر جديدك بكل الشوق

صاحبة السمو
06-26-2018, 02:41 PM
مدائن من الشكر لطرحك الراقي
يعطيك العافية وكتب الله اجرك
ارق التحايا

a7ases
06-26-2018, 06:17 PM
*,
جَزَآك الله خَيْر جَزآء..’
وأسْعَدَك الله فِي ....الدآرَيْن ..,
,’
دُمْت بِحِفْظِ البَآرئ
* *,

حنايا الفجر
06-27-2018, 12:40 AM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...
:137::137:

شموخ وايليه
06-27-2018, 02:54 PM
,/،
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه

۩۞۩ رآقـيے بطبعيے ۩۞۩
06-27-2018, 10:08 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1415669233_691.gif
سلمُ لناهذُآ الذوُوُق..
الذُي يقطفُ لنا..
وسلم لنا هذا القلم المميز
آجمًل العبارات وٌآروعهـــاآ..
ما ننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ..
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
ل روحك الجووري
بانتظار جديدكِ بشوق
http://i28.tinypic.com/ipr1q0.jpg (http://tinypic.com/)

غرور آنثى
06-28-2018, 10:38 AM


جزآك الله آلف خيراً , و جعله بموازين حسنآتك

يعطيك ربي العافيه ع الموضوع الجميل
م ننحرم من جديدك الممميز :137:

الخل الوفي
06-28-2018, 10:59 PM
جلب رااائع ومميز
الله يسعد قلبك
يعطيك العافية

ضوء القمر
07-02-2018, 09:06 AM
_





اثَآبك الله الأجْر
واسْعَد قلبك في الدنيَا والآخره
دمت بحفظ الرحمن .

الم ونظرة امل
07-02-2018, 09:42 PM
جزاك الله عنا خير الجزاء
و أكثر الله من أمثالك على هذا الطرح القيم
أسال الله أن ينفع بطرحك هذا و يجعله حجتاً لك
و ثقلآ لموازين أعمالك و رفعا لدرجاتك بـ الجنة
و أساله أن يُنير قلبك بالإيمان و يجعلك من السعداء في الدارين
دار الدنيا و دار الأخرة أمين

MS HMS
07-04-2018, 04:36 AM
جزاك الله خيرا
وجعله الله في ميزان حسناتك
واثابكك الله عليه بجنانه
لروحكك الورد

القيصر
07-05-2018, 08:00 PM
جزاك الله خير على الطرح الجميل
الله يجعله في ميزان حسناتك
ودي وتقديري